مع استنكار بعض العربان ومسؤوليهم فضلاً عن «السلطة الوطنية الفلسطينية» لعملية إطلاق النار في «تل أبيب» بداية شهر رمضان، نعيش صدمة ردود أفعالهم التي تستدعي حالة من الضحك.
وتظهر ضرورة التذكير بأن هذا الكيان مغتصب، لا تنطبق عليه تلك المعايير والحجج الواهية بحفظ أرواح المدنيين وغيرها، وهو يمارس منذ عقود إرهاباً منظماً وتطرف دولة منمقاً، وسنرى بعد أيام كيف سيضع عقوبات جماعية على بلد منفذي العمليات وعلى كل الفلسطينيين بالحركة وتصاريح الدخول وغيرها!
مع استغرابنا حالة الاستنكار المخزية التي تصيب بعض قومنا، أجد نفسي أذكرهم بحجة طالما ذكرت بعضاً منها عادة لمن التقى به بالغرب، ونقلتها في كتابي حول “الصراع العربي الإسرائيلي في استطلاعات الرأي الأمريكية”، حيث وردت في بعض الأسئلة لمعرفة مدى تأييد الأمريكيين لها باعتبارها مبرراً للعمليات ضد المدنيين، حيث تنص على «أن إسرائيل دولة تحتل وتصادر الأراضي الفلسطينية، وتقتل المئات من المدنيين الفلسطينيين، الذين يواجهون قوة عسكرية ساحقة، لم يكن أمام الفلسطينيين خيار إلا الهجوم على المدنيين “الإسرائيليين”؛ للضغط على “إسرائيل” لوقف قتل المدنيين الفلسطينيين، وإنهاء الاحتلال. بموجب القانون الدولي الذي ينص على: «أن الشخص الواقع تحت الاحتلال له الحق في مقاومة المحتل».
وقد اقتنع ما يقرب من نصف الأمريكيين (41%) بهذه الحجة حسب استطلاعات“PIPA” التي سعت لمعرفة مدى قبول الأمريكيين لحجج وتبريرات العمليات التي يقوم بها الفلسطينيون، وقدمت لهم حجتين: الأولى تبرر هذه العمليات وهي ما ذكرت أعلاه، والثانية لا تبرر هذه العمليات، والتي بلغت نسبتها 49%.
أعتقد أن نتيجة تأييد هذه الحجة شيء إيجابي نحتاج استخدامه إعلامياً في تبرير وتوضيح العمليات التي يقوم بها الفلسطينيون ضد الكيان المغتصب، ولا سيما مع الآلة الإعلامية الصهيونية، وحالة التعاطف الأكبر مع «إسرائيل»، وموجة بل موضة الرفض العام لقتل المدنيين، ونسيان أنهم مغتصبون محتلون لمقدساتنا وتاريخنا وذكريات وتراب إخواننا.