أظهرت دراسة جديدة أن من يحصلون على المعرفة عن المسلمين من وسائل الإعلام فقط، تتكون لديهم مشاعر سلبية وأفكار نمطية عنهم.
ففي مجلة الاتصالات Journal of Communication قامت البروفيسورة سيرفيديا راماسبرامانيان، العميد المشارك في الآداب الليبرالية وأستاذة الاتصالات في جامعة تكساس إيه آند إم (Texas A&M University) بالولايات المتحدة، باستخدام دراسات متعددة ومسحاً لغير المسلمين حول مدى اعتمادهم على التواصل المباشر مع المسلمين في مقابل التواصل المعتمد على وسائل الإعلام.
وتقول سيرفيديا: “لاحظنا أن تصوير وسائل الإعلام للمسلمين سلبي للغاية، بصورة يومية تقريباً”. ثم قاس الباحثون المشاعر السلبية تجاه المسلمين لدى المشاركين في الدراسة، الذين يتابعون وسائل الإعلام المتحيز؛ فكانت التصورات عن المسلمين عدوانية للغاية، وتدعم القيود المدنية ضد المسلمين، وتدعم العمل العسكري ضد الدول المسلمة.
وتذهب الدراسة إلى أن الإعلام الأميركي كله تقريباً يصوّر المسلمين بطريقة نمطية وسلبية جداً باعتبارهم متطرفين ومجرمين وعنيفين. حالة الإسلاموفوبيا في تصاعد وارتفاع وحتى بعض القادة السياسيين الأميركيين أعربوا عن مشاعر بغض تجاه المسلمين، وأيدوا تصعيد العمليات العسكرية ضد بلاد مسلمة بسبب ما ترسب لديهم من مشاعر سلبية. ووجد الباحثون أن هذه المشاعر والتصورات انتقلت من وسائل الإعلام الأميركي لتصيب الأفراد الذين يعتمدون بصورة كاملة على تلك الوسائل لتكوين معرفتهم حول الآخر.
في حين أن من كان على اتصال مباشر بالأفراد والمواطنين المسلمين كان لديه أثر عكس ذلك، فالاعتماد على التواصل المباشر مع الأصدقاء والمعارف، بعيدًا عن تصوير الإعلام المتحيز كان له أثر إيجابي.
شملت السياسات المحلية التي دعمها المشاركون في الدراسة ممن تأثروا بتصوير وسائل الإعلام الأميركية؛ دعمَ التجسس، ورصد المسلمين الأميركيين سرًا دون موافقتهم أو حتى إبلاغهم بذلك، والحد من قدرة المسلمين الأميركيين على التصويت، كما تضمنت السياسات الخارجية المقترحة أيضاً عدة أشياء مثل استخدام العمل العسكري والطائرات دون طيار ضد الدول الإسلامية.
وحول أثر الصداقة في تحويل المواقف وتشكيل تصورات واقعية حول المسلمين؛ تقول سيرفيديا، إن التفاعلات الاجتماعية في مجتمعاتنا غالباً ما تدور حول الدين والعرق والهويات بين الجنسين. وغالباً ما يكون هناك افتقار للحافز لدى الشخص لأخذ خطوة خارج المنطقة المريحة له ليتعلم أو يعلم شيئاً جديداً عن الثقافات الأخرى”. مضيفة أنه حتى عندما يتعرض الشخص لاتصال مباشر عرضي مع الآخر يكون هذا التواصل غالباً قصيراً ومختصراً، بدلاً من التواصل على مدى طويل وتكوين صداقات ذات معنى”.
وتأمل سيرفيديا أن تدفع نتائج الدراسة إلى إلقاء الضوء على أهمية الاتصال المباشر بين المسلمين وغير المسلمين في المجتمعات المحلية في الولايات المتحدة، فبناء الصداقات قد يكون هو الوسيلة العازلة عن الآثار السلبية التي يصنعها تصوير الإعلام للمسلمين. كما تأمل أن تعمل الميديا على تقديم صورة أكثر إيجابية عن المسلمين في المجتمع الأميركي لتقليل ردود الفعل السلبية والخطيرة على المجتمع الأميركي عموماً.