توفي، ظهر أمس السبت، الداعية اليمني الكبير الشيخ محمد بن علي المؤيد في مستشفى النور بمكة المكرمة بعد معاناة مريرة مع المرض.
وعانى الشيخ المؤيد من عدة أمراض بعد الإفراج عنه من أحد سجون الولايات المتحدة الأمريكية التي مكثف فيها قرابة 6 سنوات بعد القبض عليه في ألمانيا بخدعة وضيعة عام 2003م، وتم نقله إلى معتقل أمريكي مع مرافقه محمد زايد.
وجاء اتهام أمريكا للشيخ المؤيد بأنه يدعم حركة “حماس” في فلسطين.
نشأته وحياته:
– هو الشيخ محمد علي المؤيد، خطيب وإمام جامع الإحسان، أكبر جوامع صنعاء ويقع جنوب أمانة العاصمة صنعاء.
– عضو في مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح.
– عضو مجلس النواب اليمني في الفترة من 1988 – 1997م.
– مرشح الإصلاح للانتخابات النيابية عام 1997م.
وقد جاء الشيخ المؤيد إلى صنعاء وعمره 6 سنوات من قريته بهران في خولان التي ولد فيها والتحق بمدرسة الأيتام في صنعاء وواصل دراسته الإعدادية والثانوية في مدرسة عبدالناصر ثم الجامعة في قسم الدراسات الإسلامية.
وعمل الشيخ المؤيد مديراً عاماً للوعظ والإرشاد في وزارة الأوقاف التي تقلد فيها مناصب كثيرة كان آخرها مستشار الوزارة.
وكان يطوف المناطق كلها للدعوة والإرشاد.
وهو من الشخصيات المعروفة بتقديم خدمات اجتماعية واسعة لأهالي حي القادسية المجاور لدار الرئاسة من خلال مركز الإحسان الخيري الملحق بالمسجد الذي يتكون من فرن ومتجر وعيادة تقدم جميعها الخدمات المجانية لأكثر من ثمانية آلاف مواطن.
واشتهر عن المؤيد تقديم المساعدات الخيرية للمحتاجين اليمنيين خاصة الأرامل والأيتام عن طريق المشاريع الخيرية الرسمية.
وكان يطلق على الشيخ محمد علي المؤيد كنية “أبو الفقراء” لكثرة ما كان ينشغل بهم ويقدم لهم.
كما أن المؤيد من قيادات العمل الإسلامي في اليمن منذ تأسيس مكتب التوجيه والإرشاد في عهد الرئيس اليمني الأسبق إبراهيم الحمدي عام 1974م.
عندما انتقل بأسرته إلى مدينة الأصبحي الجديدة جنوب العاصمة لم يجد مسجداً هناك، فقام بفتح الدور الأول كمسجد والدور الثاني كسكن لأسرته.
بعدها خصصت الدولة أرضاً للجامع وساهم رجال الخير في بنائه وقد استطاع المؤيد أن يحوله إلى مركز لاحتضان أكثر من ألف أسرة فقيرة بفروعه الثلاثة.
خداع واعتقال
اعتقل الشيخ المؤيد في العاشر من يناير 2003 بمطار فرانكفورت بألمانيا من قبل السلطات الألمانية بناءً على طلب من السلطات الأمريكية.
أما عن كيفية اعتقاله فقد تم تدبير خطة معقدة من قبل الولايات المتحدة للوصول إليه.
فقد تعرض الشيخ المؤيد للاستدراج بالسفر لألمانيا عن طريق شخص يمني ادعى أن شخصاً أمريكياً مسلماً اسمه «سعيد» وعد بتقديم دعم مالي لأعمال خيرية في اليمن، لكن الشخص اليمني اشترط عليه السفر إلى الولايات المتحدة أو إلى ألمانيا للحصول على تلك المساعدة مباشرة؛ وهو ما حفزه للسفر، وذكر المؤيد أنه التقى بالأمريكي «سعيد» الذي سلمه بدوره دفتر شيكات قبل يومين من اعتقاله وقال له: إن بإمكانه أخذ المبلغ الذي يحتاجه شهرياً منوهاً بأن الشخص اليمني الوسيط قد اختفى بعد ذلك.
وذكرت بعض المصادر أن اليمني الوسيط يدعى محمد العنسي وهو الذي حدد الزمان والمكان ورتب اللقاء مع الأمريكي الذي ادعى أنه سيتبرع لصالح المشروعات الخيرية التي يتبناها مركز الإحسان الخيري في العاصمة صنعاء ويرأسه الشيخ المؤيد، وكان في الحقيقة عميلاً للمخابرات.
وأكد المؤيد أن العنسي كتب بيده أسماء المشروعات التي ستستفيد من التبرع؛ وهي الفرن والمسجد ومدرسة البنات والكمبيوتر وغيرها ولم يرد ذكر لا “حماس” ولا “الجهاد” ولا “القاعدة”.
وقد توفي الشيخ المؤيد يرحمه الله أمس السبت 20/ 11/ 1438هـ، الموافق 12/ 8/ 2017م.