قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي، كبير المفاوضين الأتراك، عمر جليك، اليوم الأربعاء، إن تركيا وبريطانيا ستصبحان ركيزتين مهمتين في بناء مستقبل أوروبا كما هما اليوم.
جاء ذلك في خطاب ألقاه بمعهد “تشاثام هاوس” والمعروف رسميا باسم المعهد الملكي للشؤون الدولية، تحت عنوان “تركيا، بريطانيا وأوروبا: رؤية مستقبلية مشتركة”.
وأضاف جليك “ستبقى بريطانيا التي تعد بوابة أوروبا إلى الأطلسي، وتركيا التي تعد بوابتها إلى آسيا توجهان السياسة الأوروبية “.
وأشار إلى أن عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأرووبي لن تغير حقيقة أنها (بريطانيا) قوة مهمة في أوروبا.
ولفت إلى أن تركيا قوة أوروبية – كما كانت على مدى التاريخ – وإن لم تنضم إلى الاتحاد الأوروبي، ومنذ 100 عام تواصل طريقها كجزء من ديمقراطيات أوروبا.
وفي معرض رده على سؤال حول مستقبل الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا، قال جليك إن بلاده لم تتلق قرار البريكست (خروج بريطانيا) بإيجابية كبيرة، لأنها فقدت دولة حليفة تدعم عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي”.
وأكد أن ثقة الشعوب الأوروبية في الاتحاد الأوروبي اهتزت وتركت مكانها لأزمة الشرعية.
وأضاف “مثلما دفع الوضع عقب الحرب العالمية الثانية لتأسيس الاتحاد الأوروبي، ومثلما تحول الاتحاد الأوروبي لأهم قوة ناعمة في العالم عقب الحرب الباردة، فإن الوضع الراهن يدفع الاتحاد الأوروبي لإعادة تموضعه داخل النظام العالمي”.
وشدد أنه لا مفر أمام الاتحاد الأوروبي من إعادة النظر في الشراكات والسياسات الحالية، وفي مقدمتها سياسة التوسع والجوار.
ونصح الاتحاد الأوروبي بالتركيز على مفهوم الاندماج الاجتماعي إن أراد الحفاظ على قوته الناعمة في القرن الـ21.
وأضاف أن على الاتحاد الأوروبي أن يأخذ على أجندته مفهوم الاندماج الاجتماعي من أجل إزالة الاستقطابات مع الجميع، وحفاظا على المجتمع من سموم جرائم الكراهية والإسلاموفوبيا ومعاداة السامية.
وأشار إلى أنه ليس بمقدور الاتحاد الأوروبي حل مسائل “ضم روسيا لشبه جزيرة القرم” و”الهجرة” و”تدفق اللاجئين” وأزمتي أوكرانيا وسوريا بمفرده.
وأردف أن الدعوات الأوروبية المطالبة بإنهاء المفاوضات مع تركيا، من الواضح أنها لن تخدم مستقبل أوروبا.
وتابع أن تركيا كدولة مستقلة حين تحمي حدودها من تهديدات تنظيم “داعش” الإرهابي ومنظمة “بي كا كا” الإرهابية، فهي تحمي حدود أوروبا أيضا في نفس الوقت.
وأضاف الدفاع عن أمن أنقرة هو في نفس الوقت دفاع عن أمن برلين ولندن وروما وباريس.