قُتل مسلم وأصيب آخر، إثر إطلاق النار عليهما من قبل جماعة هندوسية تدعى “حراس البقر” في ولاية راجستان، شمالي الهند، حسب وسائل إعلام محلية.
وذكرت صحيفة “ذا هندو”، أمس الأحد، أن الواقعة حدثت “في منطقة ألور، عندما كان يتوجه الهنديان المسلمان، الجمعة، وبرفقتهما 4 بقرات (الحيوان المقدس لدى أتباع الدّيانة الهندوسية) إلى إحدى القرى بمنطقة باراتبور”.
وأوضحت الصحيفة، بحسب “الأناضول”، أنّ “قاتلي المسلم ألقوا جثته على قضبان سكة حديد لتبدو الواقعة كحادث عارض”.
وأشارت إلى أن الضحايا عمر خان، وتحرير خان، تعرّضا للاعتداء اللفظي قبل إطلاق النار عليهما من قبل مجموعة من “حراس البقر”، دون تفاصيل إضافية.
وفي السياق، أفادت الصحيفة الهندية بأن الشرطة نقلت جثة المسلم عمر خان إلى المستشفى، أمس، بعد أن مزقتها عجلات أحد القطارات.
وأدى موقف الشرطة إلى تصاعد غضب أقارب الضحية، من أبناء أقلية “ميو” المسلمة، الذين رفضوا استلام الجثة من ثلاجة الموتى، على خلفية تغاضي أفراد الشرطة عن الواقعة، وفق الصحيفة.
وقالت “ذا هندو”: إن رئيس وحدة الأقليات في مجلس المقاطعة، جامشيد حان، قاد مظاهرة أمام المستشفى حيث توجد جثة خان، وزعم أن “رجال الشرطة لم يتخذوا موقفًا لإيقاف المهاجمين على الرغم من وجودهم في مسرح الجريمة”.
تجدر الإشارة إلى أن تواجد أقلية “ميو” المسلمة يرتكز شمالي الهند في منطقة “ميوات” التي تضم مناطق “هاريانا”، وأجزاء من منطقتي “ألوار” و “باراتبور” بولاية راجستان.
وفي يونيو الماضي، قُتل صبي يدعي جنيد خان (15 عامًا) طعنًا داخل قطار في ولاية هاريانا، عندما تحولت مشاجرة بشأن حجز المقاعد إلى اعتداء على أساس الهوية الدينية، وفق منظمة “العفو الدولية”.
وأفادت المنظمة الحقوقية الدولية أنه في أبريل الماضي، تم إعدام ما لا يقل عن 10 مسلمين، دون محاكمة على أيدي جموع من العامة.
وفي يونيو الماضي، قال أكار باتيل، مدير الفرع الهندي لمنظمة “العفو الدولية”: إنّ “حملة قتل المسلمين يقودها على ما يبدو حزب الشعب الهندي، من أجل حماية الأبقار بموافقة ضمنية من سلطات الولايات”.
وتعد جماعة “حراس البقر” إحدى المجموعات الأهلية الهندوسية، التي تستخدم العنف لـ”حماية الأبقار” في الهند، حيث يحظّر ذبح أو بيع الماشية في معظم الولايات.
وفي الآونة الأخيرة، تصاعدت الاعتداءات والجرائم بحق المسلمين في الهند باسم “حماية الأبقار”، وصلت حدّ القتل.
ويمثّل الهندوس، الذين يُقدسون الأبقار ويمنعون بيعها وأكلها، نحو 80 % من إجمالي سكان الهند البالغ عددهم أكثر من مليار و300 ألف نسمة، وفق تقديرات 2015.
بينما يعيش في الهند حوالي 154 مليون مسلم (14% من السكان)، ما يجعل الهند أكبر دولة تضم أقلية مسلمة في العالم.