العِلْمُ سَمْتٌ كريمٌ فيه إبداعُ
سَمَا به عالياً وهو أنواعُ
فوَرْدُهُ عامِرٌ يَحْيَا النشيدُ بهِ
في كل يومٍ تَراهُ يَنْمُو إمتاعُ
حَفَّتْ به الأشجارُ مِنْ أرْدانِهِ
فياله حَلْبةٌ تَحْمِيهِ أشياعُ
إذا ارْتَقَتْ عُلُواً فوقَ هامَتِها
تَرَى حَقيقتَهُ يَرقاها إشباعُ
يا نفحةَ الوُجْدانِ طِيري نَحْوَهمْ
بل هَلِّلي عالياً فالعِلْمُ جَمّاعُ
قامَتْ به أَرْضُهُ تَرْوِي مُداعِبةً
يَحْكِيه ماضٍ تَرْفَعْهُ أوضاعُ
أليس ذاك عجيباً لا تُمَارسُهُ
تَبْقَى وحيداً خُلُوَّاً منه أَنجْاعُ؟!
في أرضِهِ مُثُلاً قامَتْ مَرابِعُهُ
تدعو الزمانَ عبوراً وهو وَلّاعُ
به تَمُوجُ مِن الجِنانُ عافيةً
تَدفقُ الماءِ حُنُوَّاً فيه أضلاعُ
ثِمَارُهُ تَرْتَوِي دَوماً بلا تَعَبٍ
فوقَ الرؤوسِ تَراها وهي أوْساعُ
عَطَاءٌ يُبَاهِي المَجْدَ أَجْمَعَهُ
كي يَرْفَعَ العِبْءَ للثِّقْلِ دَفّاعُ
وُقُوفاً بذاتِ المَوْجِ يَدْفعُهُ
عَمّا يَدُورُ مِن التمكينِ إيداعُ
عليهِ دَوْماً قامتْ حَضارَتُنا
لكنه فارِقٌ في النوعِ لَمّاعُ
بِنَاؤهُ بعونِ الله مُنْدَرِجٌ
في كُلِّ حالٍ من الأحبابِ أتباعُ
به تَمَيَّزَتْ أُمّةٌ حَوْلَهُ جَمَعَتْ
عُلوماً بهدي الله تَرعَاهُ أنفاعُ
تَهْفُو النفوسُ لهُ كُلَّ ناحيةٍ
تَسْعَى بهِ ودَرْبُ الخيرِ وَسّاعُ
ذاكَ فرقٌ كبيرٌ قامَتْ مَباهِجُهُ
آفاقُهُ عُرِفَتْ بالبِرِّ أرْفاعُ
مَدارِجُ الخيرِ عِزٌّ مَمَكَّنَةٌ
يُعْلِي الحياةَ دَواماً وهو رَضّاعُ
بذاكَ الفَهْمِ ساحاتُهُ امتلأتْ
فيها وفاءُ العِلْمِ والخَوْفُ يَرْتاعُ
شَقُّوا الرّوافِدَ والإبداعُ مَرْكَبُهْم
تَجْرِي سَفائنُهم بحراً وإقْلاعُ
هذا بيانٌ لِمن يُريدُهُ أملاً
يُحْيي النفوسَ جديداً فيه إيقاعُ