المقدسيون بعد قرار الرئيس الأمريكي ترمب بنقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الصهيوني يواجهون إجراءات من الاحتلال غير مسبوقة بحقهم.
الخبير المقدسي د. جمال عمرو في حديث معه يقول: نحن أمام إعلان حرب على الكل المقدسي، وآثار القرار الأمريكي كارثية تدميرية، ستجعل من المقدسي في مواجهة ساخنة مع قوات الاحتلال على مدار الساعة.
وأضاف: يتم تجهير ملف السكان البالغ عددهم 165 ألفاً من أجل التهجير الجماعي لهم بعد أن صدر هذا القرار من الدولة العظمى في العالم، وسيكون مصير المواطنين في المناطق المستهدفة الطرد الكامل منها، إضافة إلى أن القرار الأمريكي جعل سلطات الاحتلال تسارع في تنفيذ المخططات التي كانت غير ظاهرة للعلن، فمنذ إعلان القرار جرت عدة إجراءات على الأرض؛ منها بناء مركز أمني في منطقة باب العامود، وتجمع الجماعات المتطرفة عند باب الأسباط وإعلان الانتصار عند هذا الباب التاريخي لإرسال رسالة للمقدسيين الذين انتصروا على البوابات الأمنية في يوليو الماضي وكان لصمودهم وثباتهم إفشال مخطط أمني بحق المسجد الأقصى، وهذا التجمع الاحتفالي من قبل الجماعات المتطرفة من قبل المستوطنين جاء احتفالاً بقرار ترمب العنصري.
بيدَ أن عمرو أكد أن الاحتلال امتلك شجاعة تنفيذية من هذا القرار، ولن يتوقف عن أي إجراء داخل مدينة القدس، وهذه الشجاعة التنفيذية ستكون بالتدريج وبشكل سريع جداً، لتنفيذ مخطط التطهير العرقي، وقد شكل قرار ترمب صدمة لكل الجهات، والاحتلال يزهو فرحاً بهذا القرار لأنه حسب ظنه سيمكنه من مدينة القدس من خلال سطوة مدعومة حسب تفكيرهم من أقوى دولة في العالم.
وختم قائلاً: قرار ترمب تفوق أضراره “وعد بلفور” بمليون مرة، فهو جاء ليسلم القدس للاحتلال وإنهاء القضية الفلسطينية بالكامل وإلغاء الأوضاع السابقة في المدينة.
تهجير صامت
بدوره، المحلل المقدسي ناصر الهدمي قال لـ”المجتمع”: نحن الآن كمقدسيين أمام إجراءات يمكن وصفها بالخطيرة لأن الاحتلال سيرى في قرار الرئيس الأمريكي ترمب ضوءاً أخضر في فرض مخططات التهويد التي تعمل على طرد المقدسيين والتقليل من أعدادهم، وفي الجانب الآخر زيادة أعداد المستوطنين.
وأضاف: سيكون هناك عزل لأحياء مقدسية وإخراجها من المدينة، وهذا يعتبر تهجيراً صامتاً؛ بحيث يبقى الأهالي في منازلهم ولكنهم خارج المدينة المقدسة، ولا يحق لهم السكن فيها، ويتم سحب الهويات منهم كما يجري الآن في كفر عقب ومخيم شعفاط.
وعلى صعيد المنازل المهددة بالهدم قال الهدمي: بعد قرار ترمب العنصري سيعمل الاحتلال على تفعيل الهدم الجماعي للمنازل، بعد أن أعطى القرار الأمريكي زخماً للاحتلال في تنفيذ ما يشاء من مخططات باعتبارها عاصمة شرعية له، وستكون البلدية في مقدمة المؤسسات التي تنتهك حق المقدسيين في المدينة المحتلة.
وتطرق الهدمي إلى قضية التعليم والهيمنة على المدارس داخل المدينة غير التابعة لها، وقال: سوف تستغل حكومة الاحتلال قرار ترمب في منع تعليم أي منهاج داخل عاصمتها المزعومة بعد قرار ترمب، فأي عاصمة في العالم لا تسمح بوجود منهاج يخالف هوية وطبيعة الدولة التابعة لها، وهنا سيكون صراع مرير في هذه القضية، وسيتم فرض المنهاج “الإسرائيلي” بالقوة على كافة المدارس التابعة للمنهاج الفلسطيني ومدارس الأوقاف والأخرى التابعة للوكالة والمدارس الخاصة، وكل من يخالف القرار الرسمي “الإسرائيلي” سيكون تحت طائلة القانون.
مستقبل الأوقاف الإسلامية
وعن الولاية الدينية للأوقاف الإسلامية ستكون هذه الولاية في خطر شديد، ولن يسمح باستمرار الولاية الدينية على المقدسات الإسلامية، كون القدس أصبحت بعد القرار الأمريكي عاصمة لدولة الاحتلال باعتراف أقوى دولة في العالم، وما قامت به قوات الاحتلال في مقبرة الرحمة من إزالة الأشجار هو مقدمة حسب المراقبين لفتح باب الرحمة المغلق حتى يتسنى الاقتحام منه عوضاً عن باب المغاربة، بحيث يكون الاقتحام سهلاً ولا يضطرون إلى المرور من أمام المسجد القبلي ومنطقة الكأس وبوابة المسجد المرواني للوصول إلى المنطقة الشرقية.
الجنسية “الإسرائيلية”
وعن فرض الجنسية “الإسرائيلية” على المقدسيين قال الهدمي: حسب اعتقادي فإن الاحتلال لن يفرض هذه القضية لأنه لا يريد ضم سكان جدد، فهو يريد أن يتخلص من أهلنا في الداخل الذي هم قبل قيام دولة الاحتلال في أرضهم، فهو يساوم على أهلنا في المثلث الشمالي في أم الفحم للتخلص منهم في قضية تبادل الأراضي بين السلطة ودولة الاحتلال.