تتابعت التظاهرات الرافضة لإعلان القدس عاصمة لـ”إسرائيل” في عدد من العواصم الأوروبية، ويتوقع أن تستمر هذه التظاهرات في الأسابيع القادمة، وهي عمل مهم وضروري خاصة في أوروبا، لكنه يجب أن يكون منطلَقا للعمل المستدام في المسارات الصحيحة الخادمة للقضية الفلسطينية، والتظاهرات تشكل رأياً عاماً متعاطفاً مع الحدث ومتجاوباً معه، وترفع من معنويات المقدسيين، وتجعل القضية حية حاضرة في ضمير الأمة، وتعرف العالم بالحدث وتبعاته.
ومما يؤسف له أن بعض التظاهرات حُرقت فيها أعلام بعض الدول، ورُفعتْ فيها شعارات وإشارات تتعارض مع القانون، وتضر بالوجود الإسلامي في أوروبا، وتجعل الإعلام ينصرف عن الحدث ليعالج هذه الأخطاء وتلك التجاوزات، وأدعو إخواني الأئمة والدعاة في أوروبا، والمؤسسات الإسلامية والمجتمعية، وعموم المشاركين في هذه التظاهرات إلى الآتي:
– الالتزام بقوانين البلاد المنظمة للتظاهر، والخروج بالمظهر الحضاري اللائق بالمسلمين الأوروبيين.
– تجنب الشعارات والكلمات بغير لغة البلد محل التظاهر، خاصة التكبير بصوت مرتفع، فإنها تخيف من نخاطبهم في الشوارع والميادين وعبر وسائل الإعلام، وتجعلهم يعزفون عن المشاركة، وعلينا أن ندرك أن ما يصلح من شعارات وعبارات في بلد عربي لا يصلح بالضرورة لأوروبا.
– على اللجان المنظمة أن تضبط الشعارات والجمل المرفوعة في التظاهرات، وأن تراعي فيها التركيز على الأبعاد التاريخية والقانونية والحقوقية والإنسانية للقضية الفلسطينية في حدود ما يسمح به القانون وأعراف التظاهر في أوروبا، وأن يُلزم الجمهور بذلك.
– عدم أداء الصلاة إذا دخل وقتها في ساحات التظاهر، فقد ثبت بالتجربة القراءة الخاطئة إعلامياً لهذا الفعل في تظاهرات سابقة، وللمشاركين الجمع بين الصلاتين تقديماً أو تأخيراً بعد انتهاء التظاهرة، رفعاً للحرج ودفعاً للضرر كما جمع النبي صلى الله عليه وسلم في غير سفر أو مطر.
(*) رئيس لجنة الفتوى بألمانيا.