أعلنت الأمم المتحدة، أمس الإثنين، أنها سجلت 110 حوادث اعتداء على المنظمات العاملة في مجال توصيل المساعدات الإنسانية بدولة جنوب السودان خلال شهر فبراير الماضي.
جاء ذلك في تقرير أصدره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة بجوبا، بحسب “الأناضول”.
وقال التقرير: إن 48% من تلك الحالات تضمنت أعمال عنف ضد موظفي الإغاثة، حيث وقعت 24 حادثة عنف في منطقة الاستوائية الوسطي تضمنت اعتداء على أفراد، وأصول تابعة لمنظمات إنسانية.
وأضاف المكتب الأممي أن 31% من حالات الاعتداء تلك قامت بها مجموعات مجهولة.
وأشار إلى ارتفاع معدلات الحوادث المرتبطة بعرقلة إيصال المساعدات من 11 حالة في يناير إلى 37 في فبراير.
ونوّه إلى استمرار تدخل السلطات في عمل المنظمات بالأخص في الجانب المتعلق بالعمليات والتوظيف بجانب فرض الضرائب غير القانونية، التهديدات، والتحرش بعمال وموظفي الإغاثة الدوليين.
ولفت إلى أن المواطنين قاموا بإغلاق مركز للتغذية داخل معسكر حماية المدنيين كان يقدم خدماته لحوالي 4500 من الأطفال والنساء الحوامل بمدينة بانتيو شمال غربي البلاد.
ووفقاً للتقرير، اعتقل 29 من موظفي الإغاثة الدوليين من قبل قوات المعارضة المسلحة (الموالية لنائب الرئيس المقال ريك مشار) بمنطقة بقاري بولاية “واو” (شمال غرب) في شهر فبراير الماضي.
وأفاد التقرير أن السلطات الحكومية بولاية “مايووت” أقصى شرقي البلاد قامت بإبعاد أحد كبار موظفي الإغاثة، ما ألقى بتأثيراته على تقديم المساعدات لأكثر من 71 ألف مواطن بالمنطقة.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات الحكومية في جنوب السودان أو من المعارضة بشأن ما ورد في التقرير.
ومنذ عام 2013، تعاني دولة جنوب السودان، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء شعبي عام 2011، من حرب أهلية بين القوات الحكومية وقوات المعارضة اتخذت بُعداً قبلياً.
وخلفت الحرب نحو 10 آلاف قتيل ومئات الآلاف من المشردين، ولم تفلح في إنهائها اتفاقية سلام وقعتها أطراف النزاع، عام 2015، وتسعى قوى إقليمية، منذ نهاية العام الماضي، إلى إحيائها.
ووفق تقديرات أممية، شردت الحرب إجمالاً أكثر من 4 ملايين مدني، بينهم 1.9 مليون في معسكرات داخل البلاد، وما يزيد على مليونين آخرين في معسكرات لجوء بدول الجوار.