– الخواجا: الاحتلال يهدف من التهجير لتصفية الوجود الفلسطيني بالكامل من الأغوار
– دراغمة: أهالي الأغوار يعيشون على الانفجارات بعد تحويل الاحتلال لقراهم لتدريب عسكري
حرب مستعرة على البشر والشجر تشهدها منطقة الأغوار الشمالية في الضفة الغربية المحتلة، حيث دمر الاحتلال الصهيوني خلال الأيام الماضية المئات من أشجار الزيتون المثمرة، بالإضافة إلى إتلاف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية المزروعة بالقمح والمحاصيل الزراعية بعد أن حول تلك المناطق لمناطق تدريب عسكري يحظر على الفلسطينيين الدخول إليها، وذلك بهدف طرد الفلسطينيين من أراضيهم وإسكان المستوطنين عليها.
تشكل منطقة الأغوار 28% من مساحة الضفة المحتلة، وتضم فيها عشرات القرى الفلسطينية التي هجرها الاحتلال منذ احتلاله للضفة عام 1967، وحول الاحتلال مساحات شاسعة من الأغوار لمناطق مملكة لدولة الاحتلال بعد أن تم نزع ملكيتها من الفلسطينيين.
عمليات ترحيل وتهجير يومية
بدوره، قال الناشط الفلسطيني في حقوق الإنسان عارف دراغمة لـ”المجتمع”: ما يحدث في الأغوار حرب شاملة على الوجود الفلسطيني، أكثر من 720 شجرة زيتون تم قطعها وتجريفها على يد الاحتلال في قرية بردلة، إضافة إلى طرد 50 عائلة فلسطينية من منازلها بحجة وجود تدريبات عسكرية بالقرب من منازلهم.
وأشار دراغمة إلى أن دبابات الاحتلال والآليات العسكرية التي تتواجد في منطقة الأغوار بكثافة دمرت معظم المحاصيل الزراعية الشتوية، كما أن عصابات المستوطنين تنفذ اعتداءات يومية على القرى الفلسطينية في الأغوار.
ولفت دراغمة إلى أن الاحتلال بات يعتمد سياسة خطيرة قائمة على منع التمدد العمراني الفلسطيني في الأغوار، وذلك لحصر الوجود الفلسطيني في مناطق صغيرة، فيما يتم الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية لإقامة مستوطنات عليها.
ساحة حرب ومعاناة يومية
من جانبه، أشار الخبير في مجال الاستيطان جمال جمعة لـ”المجتمع” إلى أن الاحتلال حول مرتفعات الأغوار وقراها لثكنة عسكرية، بل وأن الاحتلال يقوم بسرقة مياه الأغوار وضخها للمستوطنات، في نفس الوقت يقوم بقطع خطوط المياه الواصلة للقرى والبلدات الفلسطينية.
وأوضح جمعة أن منطقة الأغوار كانت تشكل سلة غذاء الضفة المحتلة، لكن الآن وبفعل الاستيطان والتهجير لم تعد المزروعات السابقة موجودة لأنها تحتاج للمياه أولاً، وثانياً لأن الاحتلال سرق مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين في تلك المناطق وقام بمنحها للمستوطنين.
في هذا السياق، كشف المختص في مجال الاستيطان صلاح الخواجا لـ”المجتمع” عن وجود مخططات للاحتلال لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية في الأغوار والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في منطقة الأغوار الشمالية والأغوار الوسطي وربط المستوطنات مع بعضها البعض وصولاً للبحر الميت.
وأشار الخواجا إلى أن عدد السكان الفلسطينيين في الأغوار قبل عدة سنوات كان يبلغ 360 ألف نسمة، لكنه الآن بفعل عمليات التهجير والمطاردة والتطهير العرقي وهدم المنازل انخفض إلى 70 ألفاً فقط، مؤكداً أنه على الرغم من كل محاولات الاقتلاع والتشريد فإن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه ولن يرحل عنها خاصة منطقة الأغوار التي تشكل قلب الضفة المحتلة وعمقها الاستراتيجي، لذلك يحاول الاحتلال في هذه الأيام الاستيلاء على هذا العمق الإستراتيجي.
من جانبها، أدانت الحكومة الفلسطينية جرائم التهويد والتطهير العرقي بالأغوار، مؤكدة أن ما يحدث دليل عجز المجتمع الدولي على احترام التزاماته.
وأكدت الحكومة الفلسطينية أن دولة الاحتلال تستغل الانحياز الأمريكي الكامل والصمت الدولي المريب لمواصلة حسم مستقبل قضايا المفاوضات النهائية بواسطة أسلحتها وجرافاتها، وبشكل بات يُجرد المجتمع الدولي من أي مصداقية أو قدرة على لجم استباحة الاحتلال للأرض الفلسطينية.