في عزبة بيت حانون شمال قطاع غزة نشأ الشهيد الطفل ميسرة موسى أبو شلوف، وعاش لحظات حياته الأخيرة بصلاة الجمعة في مسجد الريان في عزبة بيت حانون قبل أن يتوجه للمشاركة في مسيرات العودة شرق قطاع غزة، التي تنظم تنديداً بالحصار وتمسكاً بحق العودة، إلى أن استقر رصاص الاحتلال المتفجر في بطنه ليمزق الكبد والقلب، في جريمة تضاف لمسلسل جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
لحظات حزن وصدمة
ويقول عودة أبو شلوف، عم الطفل الشهيد لـ”المجتمع”: رأيت ميسرة آخر مرة صباح الجمعة، تبادلت أنا وإياه الحديث، وأخبرني أنه سيشارك في مسيرات العودة، ولم أعرف أن هذا اللقاء سيكون آخر لقاء مع ميسرة، الطفل المجتهد في دراسته الملتزم بالصلاة في المسجد.
وتابع: عصر يوم الجمعة، تلقيت في البداية نبأ إصابة ميسرة من أحد جيراننا، قالوا لنا: إنه أصيب برصاص الاحتلال في منطقة أبو صفية شرق جباليا، وعلى الفور توجهت أنا وشقيقي موسى والد ميسرة إلى المستشفى “الإندونيسي”، وكانت الفاجعة، حيث أخبرنا الأطباء أن ميسرة لم يستطيعوا السيطرة على النزيف الداخلي الذي حدث بفعل الإصابة، وتمزقت كل الأحشاء الداخلية، وأخبرونا أنه استشهد.. صرخت من هول الصدمة، ووالد الشهيد ميسرة أصيب بحالة إغماء نتيجة الصدمة بعد تلقيه نبأ استشهاد نجله.
وأِشار أبو شلوف إلى أن الاحتلال المجرم لا يفرق بين طفل ولا شيخ ولا امرأة، وفلسطين تستحق التضحية والفداء من أجلها.. الله يرحمك يا ميسرة، بهذه الكلمات الممزوجة بالألم اختتم عم الشهيد حديثه معنا.
الطفولة قتلها الاحتلال
وللطفل عمر نجم، صديق الشهيد الطفل، حكاية أخرى ممزوجة بالألم، فقد رافقه في اللحظات الأخيرة في حياته واستشهاده، فيقول لـ”المجتمع”: توجهنا بعد صلاة الجمعة إلى شرق جباليا للمشاركة في مسيرات العودة، كنت بجانب ميسرة نتبادل الحديث والاحتلال يطلق النار وقنابل الغاز بكثافة صوب المشاركين في المسيرات، المكان تحول إلى ساحة حرب، سيارات إسعاف، وجرحى يسقطون.. وفجأة سمعت صرخة ميسرة وقد وضع يده على بطنه.. تقدمت إليه مسرعاً وإذا بنزيف حاد والدماء تسيل بغزارة، صرخت: إسعاف.. إسعاف.. وتوقف عن الحديث وقد سالت الدموع من عينيه وهو يستذكر لحظات استشهاد صديقه ميسرة.
53 طفلاً شهيداً
من جانبه، يقول منسق البحث الميداني في مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة، سمير زقوت: الاحتلال يستهدف الأطفال والنساء والمدنيين العزل، فقد استشهد منذ انطلاق ميسرات العودة 53 طفلاً وأصيب الآلاف، يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك من أجل حماية الأطفال والمدنيين العزل من عمليات القتل المتعمد من قبل الاحتلال.
وأكد زقوت أنهم وثقوا جرائم الاحتلال بحق المشاركين في مسيرات العودة، وغياب العدالة الدولية شجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم التي كان آخرها قتل الطفل أبو شلوف.
ويشار إلى أنه استشهد منذ انطلاق مسيرات العودة في الثلاثين من مارس العام الماضي نحو 278 فلسطينياً وأصيب الآلاف بجروح، في وقت ما زال المجتمع الدولي يحافظ على حالة الصمت تجاه الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.