كشف ذوو الداعية المصري الشهير خالد أبو شادي عن تعرضه للتوقيف والاختفاء القسري منذ الإثنين الماضي بعد إمامته المصلين بمسجد في التجمع الخامس بالقاهرة، دون أسباب واضحة.
جاء ذلك بالتزامن مع حملة متصاعدة على مواقع التواصل الاجتماعي بمصر تحت وسم “خالد أبو شادي فين (أين؟)”، فيما لم تعلق السلطات المصرية على ما تداوله النشطاء غير أنها عادة تنفي وجود جريمة الاختفاء القسري في مصر.
بعد إمامته للصلاة
وقالت شقيقة زوجته مريم خيرت الشاطر في تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك: د. خالد أبو شادي ذهب لصلاة العشاء بالمسجد يوم الإثنين الماضي ولم يعد! تحدثوا وانشروا عنه لعل الله يحدث براءته وينجيه من أيدي مختطفيه شاركونا في هاشتاج “خالد أبو شادي فين”.
وقالت عزة توفيق، زوجة المهندس خيرت الشاطر: ذهب ليصلي العشاء بالمسجد رغم تعبه وإرهاقه من يوم عمل طويل، قدموه للإمامة لغياب الإمام، كانوا بالخارج (تقصد رجال الأمن) منتظرين خروجه ثبتوه وخطفوه هو وسيارته”.
وأضافت: يبقى السؤال: لماذا؟ ومن الجاني؟ لم يكن سوى واعظ للناس بكلمات يكتبها يذكرهم بالله والآخرة.
وخالد أبو شادي هو دكتور صيدلي وداعية إسلامي من مواليد 18 مارس 1973م محافظة الغربية شمال العاصمة المصرية القاهرة، ودرس في دولة الكويت وأكمل الدراسة الجامعية في كلية الصيدلة جامعة القاهرة، وله كتب ومحاضرات توعوية، ويركز في دعوته على القلب ووسائل الخروج به من الظلمات.
ومن أبرز مؤلفاته التي أثرى بها الساحة الدينية والثقافية: “ينابيع الرجاء”، “جرعات الدواء”، “نطق الحجاب”، “صفقات رابحة”، “رحلة البحث عن اليقين”، “هبي يا رياح الإيمان”، “سباق نحو الجنان”.
كما أنه زوج إحدى بنات نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين بمصر والمعتقل حالياً المهندس خيرت الشاطر.
وبذلك وصل عدد المعتقلين من بيت المهندس خيرت الشاطر 5 معتقلين، حيث اعتقل معه في الفترة من عام 2013 حتى الآن، كل من ابنه حسن وابنته عائشة، وزوجا ابنتين من بناته وهما مصطفي حسن رهن سجن العقرب، وانضم لهم أبو شادي، فيما أفرجت السلطات المصرية عن ثلاثة من بيته في نفس الفترة وهم ابنه الأكبر سعد بعد سجن 5 سنوات، وزوجان آخران لابنتين من بناته، هما أحمد ثروت، وأحمد درويش.
استنكار واسع
واستنكر ناشطون وسياسيون وحقوقيون توقيف أبو شادي، مطالبين بسرعة الإفراج عنه.
وعلق موقع حزب الحرية والعدالة الرسمي على الإنترنت مستنكراً التوقيف، مؤكداً أن خالد أبو شادي لم يكن سوى واعظ للدين بالحسنى، وكانت آخر إبداعاته بعض النصائح التربوية قدمها للمسلمين في رمضان التي تساعد المسلم على الاستفادة من الشهر بصورة مثالية.
ودعا مدير منظمة “كوميتي فور جستس” الحقوقي أحمد مفرح إلى إطلاق سراحه فوراً.
وقال مفرح في تغريدة على حسابه على “تويتر”: ما لا أستطيع أن أقبله أو يقبله على الأقل أي شريف هو أن يتم اعتقال خالد أبو شادي ووضعه رهن الاحتجاز حتى الآن بالشكل السافر وبدون أي نوع من أنواع القانونية، وهو الأمر المخالف لأبسط قواعد ومنطق القانون، ويجعلني أطالب بحقه في الحرية وأطالب بحقه في حرية الرأي والتعبير.
واستنكر الناشط الليبرالي وعضو جبهة الضمير المصرية عمرو عبدالهادي توقيف أبو شادي، مؤكداً أنه لم يكن إلا واعظاً داعياً للدين بالحسنى، ولكن النظام المصري الحالي يحارب كل من يدعو إلى الفضيلة، بحسب تعبيره، وهو ما تنفيه السلطات المصرية عادة وترى أن مؤسسة الأزهر كفيلة بمهام الدعوة.
وندد القاضي السابق وأحد رموز الدفاع عن استقلال القضاء بمصر محمد وفيق زين العابدين بتوقيف أبو شادي رغم أن البعض يرى أنه إنسان غير مضر بالنظام.
وتضامن الداعية المصري بالخارج خالد حمدي مع أبو شادي، مؤكداً أن يد البغي قد طالت أبو شادي لتحجب عن الناس شعاعاً جديداً، وتحرم الناس وجهاً جميلاً، وحرفاً منيراً، بحسب تعبيره.