كثفت عواصم عديدة تحركاتها لمعالجة النزاع الليبي، مدفوعة بأجواء إيجابية وفرها وقف لإطلاق النار مستمر منذ الأحد، بمبادرة تركية روسية، بعد 10 أشهر من معارك مسلحة متواصلة.
وتنازع قوات اللواء متقاعد، خليفة حفتر، حكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها دوليًا، على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.
وتحت ضغط دولي، رضخت قوات حفتر للمبادرة التركية الروسية لوقف إطلاق النار، بداية من الأحد.
وتشن تلك القوات هجومًا، منذ 4 أبريل الماضي، للسيطرة على العاصمة طرابلس (غرب)، مقر الحكومة الشرعية، برئاسة فائز السراج.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، الإثنين، أن برلين ستستضيف مؤتمرًا دوليًا بشأن الأزمة الليبية، في 19 يناير الجاري، بحسب قناة “يورو نيوز” الأوروبية.
وتأمل برلين، بدعم من الأمم المتحدة، التوصل إلى حل سياسي للنزاع، بعد أن أجهض هجوم حفتر على طرابلس جهودًا كانت تبذلها المنظمة الدولية لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين.
ودعت ألمانيا 10 دول للمشاركة المؤتمر، هي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا وفرنسا)، إضافة إلى كل من تركيا، مصر، الإمارات، ألمانيا وإيطاليا.
استغراب تونسي
وأعربت الرئاسة التونسية، الإثنين، عن استغرابها من عدم دعوتها لمؤتمر برلين، رغم حرصها على المشاركة، باعتبارها إحدى دول الجوار مع ليبيا، ومن أكثر الدول المتأثرة بالمستجدات فيها.
وخلال اجتماعه مع الرئيس التونسي، قيس سعيد، في تونس، الإثنين، أكد وزير الخارجية الإيطالي، لويدجي دي مايو، “على ضرورة تشريك تونس في مؤتمر برلين حول ليبيا، وفي كلّ المساعي والمشاورات الرامية إلى حلّ هذه الأزمة”، بحسب بيان للرئاسة التونسية.
وتحتضن موسكو، الإثنين، مباحثات رباعية غير مباشرة حول ليبيا بين ممثلين عن الجانيين الروسي والتركي ووفد للحكومة الليبية وآخر للحكومة المدعومة من حفتر.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: “وفقًا للاتفاق الذي تم التوصل إليه في إسطنبول بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان (الأربعاء الماضي)، انطلقت في مقر وزارة الخارجية الروسية اليوم محادثات بصيغة 2+2 بمشاركة وزيري الخارجية والدفاع من روسيا وتركيا”، وفق وكالة “تاس” الروسية.
وذكرت الوكالة أن الوفدين التركي والروسي اجتمعا على نحو متقابل على طاولة، مع وجود مقاعد فارغة، تم وضع العلم الليبي على أحدها.
وأضافت أنه لا توجد معلومات عما إذا كانت المقاعد ستكون لوفدي حكومة الوفاق والحكومة التابعة لحفتر أم لا.
ولاحقًا، أفاد موقع “روسيا اليوم” بأن وفد حكومة “الوفاق”، المعترف بها دوليًا، اجتمع، على هامش المحادثات الرباعية، مع ممثلي الجانب التركي، فيما عقد الوفد الروسي اجتماعًا مع وفد حفتر.
وفي عمان، تطرقت مباحثات بين وزير خارجية ألمانيا، هايكو ماس، ونظيره الأردني، أيمن الصفدي، الإثنين، إلى تطورات الأوضاع في ليبيا.
وحذر الصفدي، في مؤتمر صحفي مشترك، من أن الفوضى في ليبيا ستكون عامل جذب للإرهاب.
فيما شدد ماس على أهمية “عملية برلين” للتوصل إلى هدنة.
جامعة الدول ترحب
ورحبت جامعة الدول العربية، في بيان، الإثنين، باتفاق الأطراف الليبية على وقف إطلاق النار.
ودعت “الأطراف الليبية إلى الالتزام بوقف العمليات القتالية، والعمل على خفض كل مظاهر التصعيد في الميدان”.
وحثت الأطراف المتنازعة على “الانخراط بحسن نية في الجهود التي ترمي إلى التوصل إلى ترتيبات دائمة لوقف إطلاق النار، واستئناف المسار السياسي الذي يرعاه المبعوث الأممي، غسان سلامة، ووفق الإطار العام الذي تدعمه عملية برلين”.
ولليوم الثاني على التوالي، يسود هدوء حذر جبهات القتال في طرابلس، بعد دعوة الرئيسين التركي والروسي الأطراف الليبية إلى وقف إطلاق النار، مع أول دقيقة من ليل الأحد.