دعا رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والمستشار بالديوان الأميري د. عبدالله المعتوق المحسنين إلى توجيه ما تجود به أنفسهم من مساعدات إلى إخوانهم النازحين في الشمال السوري الذين يعيشون أوضاعاً إنسانية بالغة الصعوبة، وكذلك اللاجئين السوريين في لبنان الذين يعانون آثار الانخفاض الحاد في درجة الحرارة والعواصف الثلجية.
وقال د. المعتوق في تصريح صحافي إن نازحي إدلب يواجهون مأساة إنسانية مروعة بفعل العمليات العسكرية المستمرة التي مسحت قراهم ومدنهم من ظهر الأرض، وحولت منازلهم ومشافيهم ومدارسهم وجامعاتهم ومساجدهم وغيرها من البنى التحتية إلى أنقاض وأثر بعد عين، مشيراً إلى إنهم فروا من ديارهم إلى المجهول، ليصطدموا بواقع معيشي كارثي يخلو من أبسط مقومات الحياة.
وشدد على حاجة هؤلاء النازحين إلى حركة تضامن إنسانية واسعة، تفضي إلى تقديم مساعدات عاجلة لهم، تشمل الغذاء ومياه الشرب والدواء وحليب الأطفال والأغطية والخيام ومواد التدفئة للإسهام في تخفيف حدة تلك الكارثة.
وأضاف إن التقارير الإنسانية تتحدث أيضاً عن تداعيات كارثية للتغيرات المناخية وما صاحبها من أمطار غزيرة وموجات حادة من الصقيع والبرد القارس وتساقط الثلوج، لافتاً إلى إن مئات الآلاف من العائلات المشردة تهيم على وجهها في العراء بحثاً عن مأوى يستر نساءها وأطفالها ومرضاها وكهولها.
وتابع د. المعتوق إن الهيئة الخيرية من منطلق مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية تواصل حشد الجهود وتعبئة الموارد لتمويل برامج ومشاريع حملتها الشتوية “حياتهم تحت الصفر” لتأمين الاحتياجات الشتوية للنازحين واللاجئين السوريين، ومن هذه المشاريع “مدينة حياة” التي تهدف إلى إيواء 1800 أسرة سورية نازحة بقيمة 333 ديناراً للبيت الواحد، كما دشنت برامج إغاثة اللاجئين في منطقة عرسال اللبنانية.
وأوضح أن الهيئة تمكنت خلال الآونة الأخيرة من إيواء 600 عائلة سورية نازحة من ريف حماة في بيوت من الطابوق والأسمنت، كما وزعت على النازحين 6900 وجبة عائلية ومليون رغيف خبز ومليون لتر ماء صحي و1000 سلة معلبات غذائية و500 مدفئة و500 حصة من وقود التدفئة و3 آلاف علبة حليب أطفال.
وأضاف د. المعتوق إن برد الشتاء القارس فاقم معاناة المشردين السوريين على الحدود مع تركيا وفي محافظة البقاع اللبنانية، مشيراً إلى إن آلاف الأسر تعيش في مخيمات عشوائية حولتها الأمطار والثلوج إلى برك طينية ومستنقعات من الوحل، وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي وصعوبة التنقل.
ونوه إلى مشاهد الأطفال السوريين التي وصفها بالمؤلمة قائلاً: بدلاً من أن ينالوا حقهم في التعليم بالانتظام في مدارسهم وممارسة حياة الطفولة البريئة ، نراهم في أوضاع إنسانية بائسة، وقد ارتدوا ملابس خفيفة رغم شدة البرد، وانتشرت في أوساطهم الأمراض في ظل غياب الخدمات الصحية.
وحذر د. المعتوق الذي يشغل منصب المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من تعاظم الكارثة الإنسانية في شمال غربي سوريا مع استمرار فرار مئات آلاف المدنيين جراء العمليات العسكرية، مشيراً إلى إن مخيمات النازحين تستضيف أكثر من قدرتها الاستيعابية بخمس مرات حسب تقارير المنظمات الدولية.
وناشد الأطراف المتنازعة أن يعملوا على احترام القانون الإنساني الدولي وتجنيب الأطفال والنساء وجميع المدنيين وطأة الحرب وويلاتها، مؤكداً أنه بعد مضي تسع سنوات على اندلاع هذه الأزمة وتشرد الشعب السوري بات لزاماً على المجتمع الدولي أن يفرض حلاً سلمياً لهذا النزاع المرير الذي أكل الأخضر واليابس.
واستطرد متابعاً: إن أوضاع هؤلاء باتت عصية على الاحتمال، في ظل غياب أي إرادة دولية لوقف أعمال القصف أو مساعدة النازحين، وأن حياتهم باتت مفتوحة على سيناريوهات أكثر مأساوية، وكل يوم تتأخر فيه المنظمات الإنسانية عن مساعدتهم تسوء أحوالهم وتتدهور أكثر وأكثر.