أكد البرغوثي أن «التطبيع» مرفوض جملة وتفصيلاً، وهو على حساب قضية الشعب الفلسطيني، فـ «إسرائيل» كيان احتلال قائم ويطبق نظاماً عنصرياً قائماً على التطهير العرقي ونظام «أبرتهايد» والمعازل والكانتونات، فالفلسطيني الوحيد في العالم هو الذي يعيش نظام المعازل والاحتلال، والتطبيع مع هذه الدولة (المزعومة) استجابة لمواقفها العنصرية، وتأييد خطير لدولة ليست لها حدود، وتعتبر حدودها ما بين العراق ومصر!
وأضاف: الذين يسعون للتطبيع من العرب في ظل «صفقة القرن» والعار وموقف الإدارة الأمريكية من مدينة القدس المحتلة والاعتراف بها عاصمة لدولة الاحتلال، وضم الجولان السوري المحتل، والاستعداد لضم الأغوار والمستوطنات بعد تشكيل الحكومة «الإسرائيلية»؛ هم شركاء في الجريمة والمؤامرة والمخططات التي تهدف إلى ضياع فلسطين ومقدساتها للأبد.
وأشار البرغوثي إلى أن الشعب الفلسطيني يناضل منذ قرن، وتتوالى النكسات والنكبات والجدار العنصري وصفقة العار، وهو واقف شامخاً أمام هذه التحديات دون رفع الراية البيضاء، ولكن أن تأتي الطعنة من أبناء الجلدة في محاولات تطبيع تلمّع صورة الاحتلال، وتظهر الفلسطيني وكأنه هو القاتل، وتظهر الجلاد والمغتصب والقاتل هو الضحية والحمل الوديع؛ فالمسلسل الأخير الذي تم بثه اعتبر الفلسطيني هو المحتل، والصهيوني هو الضحية، ويجب إنصافه وإقامة دولته على أرض فلسطين التي تم تسميتها زوراً وبهتاناً «إسرائيل»!
وأكد البرغوثي أن محاولات التطبيع من بعض الموتورين لن تُخرج حالة الإجماع عند الشعوب العربية من دائرة محاربة التطبيع، فما نشاهده في المقابلات التي تنشر كيف يرتعد العربي اعتراضاً واستنكاراً عندما يعلم أنه يتعامل مع «إسرائيلي» في مقالب الكاميرا الخفية، فالشعور الذي يسكن كل عربي ومسلم رفض التطبيع، وحتى الحكومات التي تعقد اتفاقيات سلام مع الاحتلال لم تطبّع مع «الإسرائيليين»، وبقي الاحتلال منبوذاً وغير مقبول من قبل الشعوب.
وشدد البرغوثي قائلاً: نحن نعلم أن الموقف الرسمي العربي ضد التطبيع، ولكن هناك علاقات تحت الطاولة، وظهر هذا في زيارات ميدانية لقادة الاحتلال لبعض الدول العربية، والإشادة بهذه الزيارات من قبل الأحزاب المتطرفة في حكومة وكنيست الاحتلال.
وعن دولة الكويت وموقفها، قال: إن دولة الكويت انفردت؛ أميراً وحكومة وشعباً، عن الدول العربية في موقف متميز وطني وأخلاقي ومتقدم في مقاطعة الاحتلال، بل كان لها من خلال الشجاع مرزوق الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتي، قدوة رائعة في قضية التطبيع وتوجيه صفعة قوية للاحتلال أستطيع وصفها بالصفعة التي أعادت للموقف العربي والإسلامي هيبته، حتى إن الاحتلال جُن جنونه من هذا الموقف، واعتبر الغانم من ألدّ أعدائه.
وأردف قائلاً: المطلوب في هذه المرحلة تقوية صف المقاطعة فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ودولياً؛ فهذا يزيد من المناعة الوطنية، ويجعل الكيان الصهيوني دولة دخيلة في المنطقة ومقومات وجودها معدومة.
وعن قضية إفشال التطبيع قال البرغوثي: يمكن إفشال التطبيع من خلال حشد الطاقات من كافة القوى الداخلية والإقليمية والعالمية، وعدم الرضوخ لـ «البعبع» الإيراني الذي يحاول فيه الاحتلال زيادة التطبيع من خلال إحضاره للمشهد، فهذه دعاية رخيصة لتخويف العرب وإجبارهم بطريقة خبيثة لقبوله؛ بسبب خطر خارجي وهو الخطر الإيراني، والشعوب جاهزة لعدم التطبيع، وتبقى الحكومات التي ما زالت تمارس التطبيع سراً ومنها علناً.
وطالب البرغوثي بضرورة وجود إعلام هادف يقوم بدور التوعية وتحصين الشعوب من تطبيع قادم مع كيان عنصري يقتل الفلسطيني بيد، ويمد اليد الأخرى على أنها يد سلام.