– دراغمة: الاحتلال والمستوطنون استولوا على مساحات واسعة في الأغوار
– بشارات: أهالي الأغوار يخوضون معركة صمود للتصدي لعملية الضم
– برجية: الاحتلال يخطط لإقامة 7 آلاف وحدة استيطانية شرق بيت لحم
تشهد الأغوار الفلسطينية حرب تهويد واستيطان متصاعدة، بلغت ذروتها بقرار الاحتلال الصهيوني هدم كافة آبار المياه الفلسطينية في الأغوار، بهدف قتل كل سبل الحياة فيها، في محاولة لتهجير الفلسطينيين عن أرضهم، وذلك بالتزامن مع مواصلة الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في الأغوار وطرد سكانها منها، وتواجه تلك المخططات بصمود فلسطيني في ظل الإمكانيات البسيطة والمطالبات من أهالي الأغوار من الحكومة الفلسطينية والفصائل بالعمل على تعزيز صمودهم في معركتهم ضد الاستيطان والتهويد.
وتشكل الأغوار 28% من مساحة الضفة المحتلة، وهي تعد سلة غذاء الفلسطينيين، والاحتلال من خلال هدم آبار المياه في الأغوار يريد تدمير الثروة الزراعية والحيوانية التي يعتمد عليها أهالي الأغوار في حياتهم، في وقت يتم فيه سرقة المياه الفلسطينية بواسطة أنابيب مياه وضخها للمستوطنات وإلى داخل فلسطين المحتلة عام 48.
وضع أسلاك شائكة
ويقول الناشط الحقوقي عارف دراغمة لـ”المجتمع” أن مناطق واسعة من الأغوار بعد زراعتها من قبل المستوطنين والاحتلال بأشتال الزيتون والاستيلاء عليها بقوة السلاح، شرع هؤلاء في المرحلة الثانية من عملية التهويد والاستيطان من خلال وضع أسلاك شائكة على تلك الأراضي، خاصة في مناطق مثل أحمير والفارسية، وفي محيط التجمعات الفلسطينية في الأغوار، وذلك ضمن حرب الضم الشاملة التي يواصل الاحتلال تنفيذها بضوء أخضر من الإدارة الأمريكية، وتخاذل من قبل المجتمع الدولي.
وأشار دراغمة إلى أن كل لحظة في الأغوار تسجل اعتداءات من قبل الاحتلال والمستوطنين، حتى إن الاحتلال شرع بمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، لافتاً إلى أن الاحتلال سلم أصحاب 15 بئر مياه في الأغوار إخطارات بالهدم.
من جانبه، قال مسؤول ملف الأغوار ومقاومة الاستيطان في محافظة طوباس معتز بشارات: إن معركة صمود أسطورية يخوضها أهالي الأغوار في وجه مخططات الضم الاستعماري، وإن كل مخططات الضم لن تنجح في اقتلاع الوجود الفلسطيني، مؤكداً ضرورة تضافر كل الجهود الوطنية من أجل مواجهة عملية الضم خاصة وأن المقاومة الشعبية قد بدأت مرحلة جديدة بعد إصدار البيان الأول للقيادة الموحدة للمقاومة الشعبية، في خطوة يمكن أن تساهم كما يؤكد بشارات في تعزيز الصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال الغاشم.
مخططات استيطانية
من جانبه، قال مدير دائرة الاستيطان في مدينة بيت لحم حسن بريجية لـ”المجتمع”: إن حرب الضم والاستيطان لا تتوقف في منطقة الأغوار، بل إن هناك حرب استيطانية ثانية تدور رحاها على أراضي مدينة بيت لحم، حيث يخطط الاحتلال للاستيلاء على كافة المناطق الشرقية من أراضي محافظة بيت لحم والتي تبلغ مساحتها الإجمالية 608 كيلومترات مربع، وذلك لإقامة أكثر من 7 آلاف وحدة استيطانية عليها، وفصل المناطق الشرقية من الضفة عن أريحا والبحر الميت، وذلك لمنع إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً.
وأكد بريجية أن الاحتلال شرع بنزع الملكية الفلسطينية عن الأراضي، وذلك لتسجيلها بأسماء المستوطنين، وكذلك تحويل المناطق الزراعية التي تقع شرق بيت لحم لمناطق سكنية، لتسهيل إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية، والسماح للمستوطنين بإقامة بنايات من عدة طوابق فيها لتعزيز الاستيطان.
إلى ذلك أشار تقرير فلسطيني إلى أن الاحتلال الصهيوني صعد من الاستيطان والتهويد خلال الأشهر الثمانية الماضية، وصادق على أكثر من 60 مخططاً استيطانياً، ضمت أكثر من 4078 وحدة استيطانية على مساحه 2294 دونماً من الأراضي الفلسطينية في القدس وحدها، تلتها مدينة رام الله التي أقام الاحتلال فيها خلال الأشهر الماضية 1600 وحدة استيطانية على مساحة تزيد على 1500 دونم من أراضي الفلسطينيين، كما شهدت بقية مناطق الضفة عمليات استيطانية مكثفة وبنفس الوتيرة.