قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس الجمعة: إنه لا يرى “مجالاً لأي قلق أو تفاؤل” بخصوص التعامل مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في ظل استكشاف العلاقة حالياً.
وأوضح شكري أن وزارته بصدد تحديد موعد مع الجانب القطري بشأن تقييم التزامات قمة المصالحة الخليجية التي عقدت بالسعودية قبل شهر.
جاء ذلك في تصريحات هاتفية مع أحد البرامج التي تقدم على فضائية خاصة.
وأوضح شكري أن “العلاقات المصرية الأمريكية على مدى 4 عقود وثيقة وإستراتيجية، وفيها كثير من أوجه التعاون (..) وبالطبع هناك نقاط اتفاق واختلاف، والاختلاف لا يعني التباعد، خاصة أننا نصل لنقطة توافق”.
وحول إتمام اتصال بين الإدارتين الأمريكية والمصرية، قال: إن “الاتصال مستمر مع سفارة مصر بواشنطن، وهناك تواصل مع المسؤولين بالخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض”.
وحول وجود قلق لدى “الخارجية” بشأن إدارة بايدن، أجاب شكري: “القلق ليس له محل في إطار العلاقات الدولية، لكن الإدارة لم توضح موقفاً بعد إزاء العديد من القضايا الإقليمية، وعلينا أن تستكشفها، وحينها نقيّم ونحكم على المسار والاحتياج المشترك للعمل على مواجهة التحديات”.
وأضاف: “لا أرى مجالًا لأي قلق وليس هناك مجال لأي تفاؤل، ولكنها إدارة علاقات تتم بشكل طبيعي”.
ويأمل معارضون مصريون من إدارة بايدن الضغط على السلطات بمصر بشأن ملفها الحقوقي.
العلاقات مع قطر
وبشأن علاقات مصر مع دولة قطر بعد اتفاق العلا (في المملكة العربية السعودية)، قال شكري: “نحن عندما نلتزم بوثيقة ونوقع عليها فدائماً نحترم هذه الالتزامات ونوفّيها”.
وأضاف: “قامت مصر بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع قطر وألغت حظر الطيران، وأعادت التعاون البريدي المباشر (..) ونحن بصدد تحديد موعد للجان الثنائية”.
وتابع: “حين نجلس سنراجع التزامات الجانبين، ونقيّمها، ونحن نرصد يومياً كل ما يذاع على القنوات الإعلامية من قطر وهي موثقة، حتى تكون محل مراجعة”.
وفي يناير الماضي، أصدرت القمة الخليجية إعلاناً للمصالحة بين الرياض والقاهرة وأبو ظبي والمنامة من جانب والدوحة من جانب آخر بعد سنوات من المقاطعة، إثر اتهامات تنفيها قطر بخصوص دعم “الإرهاب”، وتأكيدات قطرية برفض المساس بسيادتها.
سد النهضة
وعن رؤية مصر لمستقبل سد النهضة الإثيوبي المتعثرة مفاوضاته الفنية منذ يناير الماضي، قال شكري: “ربما يكون هناك اختلاف في أسلوب التفاوض”.
وأضاف: “ربما يكون هناك إضافة لأطراف دولية (لم يسمها) ميسرة للأمور، ومطلعة على مواقف الدول وتستطيع أن تطرح الحلول وتقيّم”.
وتابع: “في هذه المرحلة نؤكد عزمنا على الوصول للاتفاق، ولكن هناك مواضع فاصلة كالملء الثاني (في يوليو المقبل) إن لم نصل لذلك والأفضل ألا نتكهن بشيء سلبي”.
وقال: إن مصر “لا تتهاون في حقوقها المائية، ولدينا سيناريوهات كثيرة وكل وضع له رد الفعل المناسب له”.
ولم يصدر تعليق فوري من أديس أبابا حول تصريحات الوزير المصري، حتى الساعة 11.00 ت.ج.
وفي الآونة الأخيرة، أعلن وزير الري الإثيوبي سيليشي بيكيلي، في تصريحات متلفزة، اكتمال 78.3% من أعمال بناء سد النهضة، فيما أكد السودان بحثه عن خيارات “بديلة” لتوقف المفاوضات.
وتصر أديس أبابا على ملء السد حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه مع القاهرة والخرطوم، اللتين تصران على ضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، لضمان عدم تأثر حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.