[وثيقة ١]
حياة جديدة بصفحة نقية بيضاء
نعم.. ضمان صفحتك، وأنها بيضاء ونقية رغم أنك لا زلت في الدنيا إلا أن الرحمن الرحيم أنعم عليك بها استباقاً لتطمئن نفسك دنيا وآخرة.
يقول الله تعالى في كتابه العظيم: ” وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ “. فمن إرادة الرحمن الرحيم أنه يتوب علينا سبحانه وتعالى.
ومن رحماته أن بدأ حياة الإنسان بالتوبة علينا، وفتح صفحة جديدة بيضاء للبشرية؛ قال تعالى: ” فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ “؛ بل الله برحمته بين لنا من كان في قاع وحل المعصية؛ أن لا يقنط من رحمة الله وأسمائه وصفاته والتي منها الرحمن الرحيم، العفو، الغفور، الوهاب، قال تعالى مخاطباً من هو غارق في المعاصي فقال: ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” .
لا شك أن المعاصي شر وبلاء من العبد على نفسه، والمعاصي بدون أدنى شك سبب لغضب الله تعالى، فلذلك يحاسب العاصي على معصيته، والتوبة هي المنقذ من هذه المعاصي وحسابها، والتوبة هبة من رب رحيم غفور سبقت رحمته غضبه، هبة من الوهاب إلى عبيده، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ” التوبة تهدم ما قبلها، والإسلام يهدم ما كان قبله “.
نعم أيها القارئ الكريم.. فمن نعم الله تعالى ورحمته أن جعل دخول الإسلام لغير المسلم صفحة بيضاء ضماناً له، ليملأها في رضى الله تعالى والتوبة من الشرك أو الكفر، لتكون هذه الصفحة وثيقة له في الدنيا يستلمها التائب مقدماً لنجاته في الآخرة.
ونفس هذه المنحة الإلهية يستلمها المسلم التائب من المعصية لتجديد توبته وحياته في هذه الصفحة البيضاء، وهي التوبة النصوح، نعم هي ضمان من الله تعالى لتكون لك صفحة جديدة تدون فيها كل ما يرضي الله تعالى.. نعم.. التوبة النصوح؛ قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ”، والثبات على التوبة النصوح ضمان دخول الجنة.
نعم.. هذا هو الضمان المضمون لك أيها التائب التوبة النصوح ضمان لك ومفتاح للحياة المطمئنة دنيا وآخرة، وضمان لآخرتك رغم أنك لازلت في الحياة الدنيا، والآخرة كما قال ربنا سبحانه وتعالى: ” جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ “.
نعم أيها التائب.. بشرط الاقلاع والترك للمعصية، وعدم العودة لها، وإن كان أمر تجديد التوبة مضطرد بصفتك بشر خطاء وخير الخطائين التوابون.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مجدداً لك المنحة الإلهية تلقائياً بصفتك بشر وحتى لا تصل إلى الياس والقنوط ؛ قال صلى الله عليه وسلم فيما يحدث عن ربه جل وعلا: ” أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا، فَقالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فأذْنَبَ، فَقالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فأذْنَبَ فَقالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، اعْمَلْ ما شِئْتَ فقَدْ غَفَرْتُ لَكَ ” .
الذنب طبيعة بشرية، والمغفرة رحمة إلهية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لو لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لهمْ “.
نعم هذه رحمة الله تعالى ومغفرته ليضمن لك الهبة الإلهية إن كنت كيساً فطناً تواباً أواباً عواداً إلى ربك ومغفرته جل جلاله.
ولا شك أن هذه الهبة الثمينة لها شروطها وهي أسهل مما نتصور وذلك للإنسان الفطن الكيس، وهي ما يطلق عليها شروط التوبة إلى الله تعالى.. نعم.. الاقلاع عن المعصية بعينها وعدم تعمد غيرها لأن التوبة هي الممحاة التي تمحو فيها أيها الإنسان صفحتك الغبشة لتكون صفحة بيضاء من جديد، وهذه المنحة من أهم شروطها:
١- الإخلاص توبةً لوجه الله تعالى، ولا يراد بها غير رضاه سبحانه وتعالى.
٢- الندم على ما فعلت أيها العبد من معصية.
٣- العزم على عدم العودة للمعصية.
٤- إذا كانت تخص حقوق الآخرين، يجب ارجاع الحقوق لأهلها.
ومن علامات سلامة المنحة الإلهية واستمراريته بالرضا كما يقول أهل العلم:
يكون العبد بعدها خير مما كان قبلها – التوبة – ويزداد حباً في العبادة والطاعة فروضاً ونوافل.
ـــــــــــــــ
إعلامي كويتي.