بمناسبة شهر رمضان الذي بدأ الثلاثاء في ألمانيا توجهت المستشارة أنغيلا ميركل بالتهنئة للمسلمين والمسلمات بمناسبة حلول الشهر الكريم. وأكدت في رسالة على أهمية هذا الشهر، واصفة إياه بشهر “التدبر والسكينة”.
وقالت ميركل في رسالتها:
أعزائي المسلمين والمسلمات، لكم مني أطيب التحيات القلبية بمناسبة حلول شهر رمضان! أتمنى لكم ولأسركم أياما مباركة في شهر التدبر والسكينة.
نعيش منذ ما يزيد على عام بأكمله في ظل ومع الجائحة التي جلبت في ثناياها العسر والكثير من التحديات، لاسيما على المؤمنين والطوائف الدينية. إنّ القيود التي بات تطبيقها لازما على الحياة العامة تشعرنا بالأسى، خصوصا في الأوقات التي نعبّر فيها عن الإيمان في جماعة ونمارس فيها الشعائر الدينية ونحتقل بالأعياد معا. يجب علينا في هذه الأسابيع على وجه الخصوص أن نتحلى مرةً أخرى بالصبر، حتى وإن استصعبنا ذلك. لذا، أتمنى لكم أن تجدوا سبلاً ووسائل للحفاظ في حياتكم الدينية على الترابط والصلات الوثيقة فيما بينكم رغم المسافات الواجب الالتزام بها.
إن شهر رمضان لشهر التآزر والتراحم، شهر نذكر فيه المحتاجين ونهبهم الدعم، حيث يعوًل الكثيرون وخاصة كبار السن الذين يعانون من تبعات الجائحة على إيجاد السند واستمداد القوة من الاهتمام والدعم الذي يتلقونه من الآخرين.
أتمنى لكم ولأسركم الخير كله وبالطبع أيضًا وافر الصحة. جعل الله شهر رمضان وقت سلام وسكينة داخلية ووقتا للتضامن والتكاتف رغم الظروف الصعبة التي نمر بها!.
من جانبه، هنأ المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا عموم المسلمين في كل مكان، داخل ألمانيا، وخارجها بحلول الشهر الفضيل.
وأرسل المجلس برسالة شكر إلى المؤسسات الإسلامية على حسن تجاوبها مع القرارات الاحترازية للحد من تفشي جائحة كورونا.
وقد أعلن المجلس أن بداية شهر رمضان المبارك لهذا العام ستكون يوم الثلاثاء الموافق لـ 13 أبريل/ نيسان 2021. أما نهايته فستكون يوم الأربعاء 12 مايو/ آذار 2021.
وصرح رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، أيمن مزيك، بأنه وللمرة الثانية على التوالي تبقى إمكانية تنظيم أنشطة رمضان المتعددة من إفطار جماعي، وتلاوات للقرآن الكريم في المساجد، وقيام صلاة التراويح، وصلاة الجماعة، والجمعة مقيدة بسبب الظروف الوبائية التي تمر بها البلاد. إلا أن الإجراءات الوقائية المفروضة في هذا الشأن لن تكون عائقا يحول دون أداء الشعائر الدينية، والتقرب إلى الله بالعمل الصالح في هذا الشهر الفضيل. ودعا مزيك إلى جعل البيوت فضاءات أسرية للتعليم، وإقامة الصلاة، وتلاوة القرآن.
وفي بداية شهر رمضان دعا أساقفة برلين المسلمين إلى التماسك أمام جائحة كورونا في هذا الوقت العصيب. ووجه كل من الأسقف الإنجيلي كريستيان شتابلين ورئيس الأساقفة الكاثوليكي هاينر كوخ تحية لمسلمي ألمانيا، مؤكدين أن الإيمان بعون الله ومعرفة قيمه الكبيرة يمكن أن يعزز من التعاون بين المواطنين المسيحيين والمسلمين.
وأكدت الرسالة أن الصوم يمكن أن “يشجع على التفكير في ماهية الأولويات لكل منا، ويجعلنا نسأل أنفسنا كيف نضع أنفسنا في خدمة الآخر وكيف نتضامن معه”.
وأكدت الرسالة، التي نشرتها وكالة الأنباء الكاثوليكية وعدة وسائل اعلامية ألمانية، أن “الرحمة في القرآن الكريم هي أحد المبادئ الهامة التي نص عليها الإسلام، الأمر الذي يتيح للناس فرصة السعي من أجل التضامن. وعلى هذا الأساس، يمكننا أن نبني معا ثقافة التعاون، وأن ندعم بعضنا لمساعدة المرضى والمحتاجين والضعفاء”.
كما بعث رئيس وزراء ولاية ساكونيا السفلى، ستيفان فيل (SPD)، تحيات لجميع المسلمين في البلاد وحث على الامتثال لقواعد كورونا. وقال ويل في هانوفر، الثلاثاء، “للأسف لا يمكننا الاحتفال بشهر رمضان هذا العام كما اعتدنا في السنوات السابقة”.