“رحلة كفاح بدأت ولن تتوقف حتى علاجه”.. بهذا الشعار تحيا أسرة الطفل الرضيع رشيد ياسر طه ” 11 شهراً ” المصاب بضمور العضلات الشوكي، ويحتاج إلى حقنة يبلغ سعرها 35 مليون جنيه مصري (حوالي 2 مليون 100 ألف دولار) (ما يقرب من 700 ألف دينار كويتي) خلال الأشهر القليلة المقبلة، حتى باتت حديث الساعة بالبلاد في ظل تسارع الجهود الشعبية والرسمية لجمع التبرعات والمساندة.
أزمة عميقة
وسما ” #انقذوا_رشيد، #Save_Rasheed “، تصدرا تفاعل محركات البحث المصرية في الساعات الأخيرة، بعد نجاح ياسر طه، والد الطفل “رشيد”، في الحصول على موافقات رسمية من وزارة التضامن الاجتماعي والبنك المركزي لفتح حسابين بنكيين خاصين للتبرع لعلاج ابنه.
لكن أزمة أخرى ظهرت بعد فتح الحسابات، وهي الحد الأقصى للتبرع في اليوم الواحد في أحد البنوك المخصصة حيث أن إجمالي التبرعات في اليوم يجب ألا يتخطى 6000 جنيه، ولذا أطلقت هدى بدر والدة الطفل “رشيد ” دعوة أخرى في تدوينة على صفحتها على موقع “فيس بوك ” للتبرع أونلاين أو من خلال الشباك بالبنوك.
وبحسب أسرة الطفل رشيد، وطبقا للتقارير المعلنة، فإن رشيد المصاب بضمور العضلات الشوكي، تم تشخيصه مؤخراً بمرض جيني نادر في الأطفال، يؤثر على الخلايا المسؤولة عن الحركة ويضعف الأطراف ما يعني إعاقته تماماً عن الحركة.
“الحل الوحيد هو حقنة، لكن للأسف الحقنة هذه هي الأغلى في العالم تكلفتها 2.1 مليون دولار حوالي 35 مليون جنيه مصري”، هكذا يقول الوالد ياسر طه على حسابه الرسمي على “فيس بوك” وفي عدد من اللقاءات الإعلامية التي تضامنت مع حالة ابنه في مصر في الأيام الأخيرة.
هدى بدر والدة الطفل تروى جانب آخر في المعاناة على صفحتها على “فيس بوك” :” بالإضافة إلى أننا لازم (يجب ) نحافظ على جلسات علاج طبيعي يومياً مدى الحياة للحفاظ على الحالة من التدهور، الحل الوحيد هو حقنة اسمها Zolgensma ، ومن أهم شروطها أن الطفل يأخذها قبل ما يتم سنتين”.
وتشير إلى أن “الحقنة دي (هذه) متوفرة في الولايات المتحدة ومؤخرا أصبحت متوفرة في دبي، ونظرا لسعرها، لا يقدر على تكلفتها أحد من غير تبرعات، مؤكدة أنها تناشد الرئيس علاج ابنها على نفقة الدولة مع العلم أن الوقت المتاح أمامنا هو أقل من 4 شهور”.
تفاعل كبير
تحول الطفل رشيد ياسر طه إلى حديث الساعة بالبلاد، وتفاعل مئات الآلاف من المصريين مع الحدث في منصات التواصل الاجتماعي بمصر، بالنشر والتحفيز على التبرع بحسب ما رصد مراسل “المجتمع”، فيما ذهب البعض ومنهم الفنانيين محمد الكيلاني وأحمد صلاح حسني إلى التبرع المادي.
ودعا لاعب الكرة الشهير بالنادي الأهلي المصري مؤمن زكريا المصريين إلى دعم الطفل بالتبرعات من خلال حسابه الرسمي، بالتزامن مع مناشدات إعلامية متلفزة لمؤسسة الرئاسة المصرية للتدخل والتكفل بعلاج الطفل على نفقة الدولة.
مؤسسات المجتمع المدني شاركت في الحدث، حيث أعلنت مؤسسة مصرية تدعى ” مرسال ” تبرعها للطفل رشيد بنصف مليون جنيه، مع العمل على استقبال ٦ حالات لأطفال مصريين سنوياً يعانوا من نفس المرض بدعم نصف مليون جنيه لكل حالة.
ودشن متطوعون حسابات على “انستجرام” للتضامن مع الطفل رشيد والحث على التبرع له، بجانب عرض ما وصلت إليه حالته الصحية.
واعتبر البعض حالة تضافر الجهود الشعبية في أزمة الطفل رشيد لها ما بعدها في العمل الخيري الإنساني بمصر.
وقال غدي الهلالي في تدوينة شاركتها أسرة الطفل رشيد على صفحته على “فيس بوك ” :” رشيد مش ترند، رشيد بيعمل حاجة محصلتش في مصر قبل كدة! وبإذن الله هيكون السبب في إنقاذ أطفال زيه كتير”.