لأول مرة منذ احتلال القدس، قررت جماعات الهيكل اليهودية المتطرفة إقامة طقوس دينية يهودية، وذبح قرابين داخل المسجد الأقصى المبارك يوم 15 أبريل الجاري الموافق لعيد الفصح اليهودي.
ولأول مرة يُطلب من المسلمين، عبر منشورات وزعتها أطراف “إسرائيلية” عديدة إخلاء المسجد الأقصى في هذا اليوم (الجمعة 15 أبريل) بدعوى تقديم قرابين وذبائح يهودية داخل المسجد وعدم التصادم بين المسلمين واليهود وهم يقومون “بتقديم فرض ديني تضحية في عيد الفصح”، وفق ما وزعوه على المسلمين في الأقصى.
القرابين، وهي خراف سيتم ذبحها في ساحات المسجد الأقصى لأول مرة منذ احتلال فلسطين، استكمالاً لخطة صهيونية يقودها كبار الحاخامات، ويتجهزون لها منذ عشرات السنين كجزء من طقوس إلزامية لإعادة بناء هيكلهم الثالث المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
حاخامات جماعات الهيكل المتطرفة أقنعوا أتباعهم بذبح القرابين، وكل من يضحي ويحارب كي يقوم بتنفيذ هذه الشريعة الدينية ويُعتقل من قبل الشرطة لخرقه النظام المتبع للاقتحام، بأنهم سينالون مكافآت مالية ضخمة.
من سيتم اعتقاله سيحصل على مكافأة مالية بواقع 400 شيكل لكل معتقل، و800 لكل من يُعتقل ومعه خروف، و10 آلاف شيكل لكل من ينجح في ذبح القربان داخل المسجد الأقصى المبارك، وفق منشور وزعته هذه الجماعات!
دبلوماسي مصري سابق: صواريخ المقاومة من غزة ستصوب تجاه “تل أبيب” لو تم ذبح أي قرابين
خطورة القرابين ودلالاتها
بحسب جماعات الهيكل، ما سيجري هو محاكاة كاملة لـ”قربان الفصح” في منطقة القصور الأموية الملاصقة تماماً للأقصى من جهة القبلة، كونها تشكل إحياءً لـ”الهيكل” المزعوم.
فهذا القربان هو الطقس اليهودي المركزي الذي اندثر باندثار الهيكل، وإحياء طقس القربان يشكل إحياء معنوياً للهيكل بالتعامل مع الأقصى باعتباره قد بات هيكلاً حتى وإن كانت أبنيته ومعالمه ما تزال إسلامية.
ومعنى إحياء طقس القربان معنوياً للهيكل هو التعامل مع مسجد قبة الصخرة باعتباره قد بات هيكلاً، حتى وإن كانت أبنيته ومعالمه ما تزال إسلامية.
وتأتي هذه الدعوة بعد “قمة حاخامية” عقدت في الأقصى، في 9 أبريل الجاري، لمناقشة فرض طقوس “الفصح” العبري فيه، وبعد دعوات من حاخامات الصهيونية الدينية، وتعهدات من قادة “جماعات الهيكل”، بإدخال “قربان الفصح” إلى الأقصى، مساء يوم الجمعة المقبل الموافق 14 أبريل الجاري.
ويوم 10 أبريل الجاري، أعلنت “جماعات الهيكل” عن محاكاة لـ”قربان الفصح” في القصور الأموية الملاصقة للسور الجنوبي للأقصى، وأفادت دائرة الأوقاف في القدس أن المستوطنين تلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم، وقاموا بتأدية شعائر تلمودية بالجهة الشرقية وقبالة قبة الصخرة قبل مغادرة ساحات الحرم من جهة باب السلسلة.
شرارة الحرب
لأن الوضع مشتعل في الأرض المحتلة بعد 4 عمليات فدائية قتل فيها 11 “إسرائيلياً”، كما استشهد قرابة 5 فلسطينيين خلال عمليات الرد والاقتحامات “الإسرائيلية” للضفة، يتوقع المحللون “الإسرائيليون” أن تكون هذه شرارة الحرب في الداخل المحتل ومع غزة على غرار سيناريو رمضان 2021.
مصدر دبلوماسي مصري سابق على اطلاع بالاتصالات السرية التي تجريها مصر والأردن مع المقاومة في غزة والضفة ومع حكومة الاحتلال في “تل أبيب”، أبلغ “المجتمع” أن الوضع بالفعل مشتعل، وقد يكون يوم 15 هو شرارة الاشتعال.
وأكد أن المقاومة الفلسطينية نقلت رسائل واضحة لمسؤولي المخابرات المصرية بأن إقامة طقوس دينية يهودية وذبح قرابين داخل المسجد الأقصى سوف تعتبره المقاومة “تجاوزاً للخطوط الحمراء”، وأن الصواريخ التي تطلقها المقاومة من غزة باتجاه البحر رسائل تحذير وستصوب تجاه “تل أبيب” والقدس لو تم ذبح أي قرابين.
وأوضح الدبلوماسي السابق أن الفصائل أكدت أنها تتحمل على مضض ما تفعله قوات الاحتلال من تجاوز الخطوط الحمر في مخيم جنين، لكنها تعتبر الأقصى هو الشرارة أو الصاعق الذي سيفجر الضفة وغزة والداخل المحتل عام 1948.
الصواف: ذبح القرابين في المسجد الأقصى مدعاة لإشعال فتيل المعركة مع المقاومة
ويؤكد المحلل السياسي الفلسطيني مصطفى الصواف لـ”المجتمع” أن ذبح القرابين في المسجد مدعاة لصب الزيت على النار، وإشعال فتيل المعركة مع المقاومة، بل كل الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن هذا لعب بالنار من قبل الاحتلال.
ويقول: إن الاحتلال يشعل ناراً سيكون هو أول من يحترق بها، فلم تعد الأمور سهلة كما كانت سابقاً، ولا حتى كما كانت في معركة “سيف القدس”، بل الأمور تأخذ منحنى خطيراً سيؤدي إلى معركة حامية الوطيس.
ويشدد الصواف على أن الانفجار على الأبواب، ولم يبق من الوقت الكثير، فالاحتلال يستعجل الانفجار بسرعة، لأن حكومته تنهار، وقواه الأمنية مرتبكة، وجيشه في حالة تردٍّ، ومواطنيه ينتابهم الخوف والرعب، وفقدوا أمنهم الشخصي، ولا يثقون في حكومة أو جيش.
دعوات للرباط بالأقصى
وقد أطلق فلسطينيون دعوات واسعة لأداء الصلاة بالمسجد الأقصى وشد الرحال إليه والرباط فيه، تزامناً مع استمرار السماح للمستوطنين المتطرفين باقتحامه خلال أيام شهر رمضان، وللتصدي لمخططات جماعات “الهيكل”.
ويشارك في هذه الحملة مواطنون من الضفة بما فيها القدس المحتلة وضواحيها، وفلسطينيو الـ48 ممن يستطيعون الوصول للحرم القدسي والصلاة في الأقصى، رغم قيود قوات الاحتلال.