تعيش مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة حالة من التوتر بسبب إجراءات عقابية فرضتها سلطات الاحتلال، بعد تنفيذ اثنين من أبناء المحافظة عمليتي إطلاق نار في مدينتي تل أبيب وبني براك، أسفرتا عن مقتل 8 مستوطنين.
ويشن جيش الاحتلال حملة اعتقالات وتفتيش في المدينة ومخيمها، تتسبب باندلاع مواجهات مع الفلسطينيين.
ومنذ مطلع أبريل الجاري، قتل الاحتلال 9 فلسطينيين من سكان المحافظة، بينهم مُنفذَا إطلاق النار في تل أبيب وبني براك.
ويوم الإثنين الماضي، شُلّت الحركة التجارية في المدينة بفعل الإضراب العام حداداً على استشهاد شاب برصاص الاحتلال في الحي الشرقي من المدينة.
ومنذ السبت الماضي، فرضت قوات الاحتلال قيودا جديدة على جنين والقرى المجاورة لها، حيث أغلقت معبري جلبوع (الجلمة) وريحان، أمام دخول فلسطينيي الداخل.
كما فرضت حظرا على دخول رجال الأعمال الفلسطينيين من جنين إلى الداخل المحتل، رغم حصولهم على تصاريح، وفق وكالة “الأناضول”.
وتعتمد الحركة التجارية في جنين بشكل كبير على العرب المقيمين داخل الأراضي المحتلة الذين يشترون احتياجاتهم من أسواقها، بحسب العديد من التجار.
وندد نائب المحافظ، كمال أبو الرب، بإجراءات الاحتلال بحق جنين، وانتقد منع دخول فلسطينيي الداخل، إلى جنين، وقال: إن هذا القرار يؤثر على الحالة الاقتصادية للمحافظة.
وأضاف: “صحيح أن تلك الإجراءات من شأنها أن تؤثر سلباً على الاقتصاد، لكن الضغط لن يزيد شعبنا إلا توحداً”.
لكنه قال إن القرار سيؤدي أيضا إلى تضرر الاقتصاد “الإسرائيلي”، حيث أنه يحظر تصدير المنتجات الفلسطينية للسوق “الإسرائيلي”، ويمنع دخول العمال.
وتابع المسؤول الفلسطيني: غياب الأفق السياسي، وتنصل “إسرائيل” من الاتفاقيات، من شأنه أن يزيد من دائرة العنف، وقد تدخل محافظات فلسطينية أخرى غير جنين على ذات الخط.
وشبّه مؤيد العامر، صاحب متجر لبيع الملابس، حصار جنين الحالي، بالحصار “الإسرائيلي” المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007.
وذكر العامر أن متجره يعتمد بشكل كبير على فلسطينيي الداخل، وأنه مع إغلاق المعبر تسوء الحالة التجارية، واستطرد قائلا: “كل هذه الإجراءات سببها الاحتلال”.
لكنه استدرك قائلا: “عشنا سنوات من الحصار خلال الانتفاضة الثانية ولم نمت من الجوع ولم ننكسر، واليوم لن ننكسر أيضا”.
وقال أحمد موسى، مالك متجر لبيع الملابس، في مدينة جنين، إن الاحتلال يُصدر أزمته الداخلية بحصار جنين.
وأضاف: السلطات “الإسرائيلية” بعد العمليات الأخيرة، تبحث عن الانتقام بأي شكل لرفع معنويات الجبهة الداخلية، والضحية نحن في جنين.
وتابع: “نعم هناك حصار لكن الرزق من الله، شعبنا قادر على أن يبقى صامدا، لن نموت من الجوع”.