أكد رئيس جامعة الأزهر د. سلامة داود أن الإعلام يؤدي في عصرنا الحاضر دوراً محورياً ومؤثراً في حياة البشر، خاصة بعد الثورة الرقمية التي يعيشها العالم الآن، وجعلته كالبيت الصغير، وجعل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لهما الكلمة المسموعة والمؤثرة على سلوكيات البشر سواء محلياً أو عالمياً.
جاء ذلك في كلمته أمام المؤتمر العلمي الدولي “الإعلام وتحديات الثورة الرقمية.. الذكاء الاصطناعي والأشكال الصحفية الجديدة”، الذي عقدته كلية الإعلام بجامعة الأزهر برئاسة د. رضا عبدالواجد، أمين وكلية الآداب بجامعة البحرين الأهلية.
داود: الإعلام يؤدي في عصرنا الحاضر دوراً محورياً ومؤثراً في حياة البشر
وشدد رئيس جامعة الأزهر على أن هذا الدور الخطير للإعلام في حياة البشر يجعل واجباً على العاملين في هذا المجال الالتزام بالصدق والقول السديد المبني على التحقق والتثبت، وأن يلتزم بالتوجيه الرباني في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (الأحزاب: 70).
وأشار إلى أن صلاح الأعمال مرهون بصدق الكلمة، كما أن انهيار المجتمعات وشيوع الرذائل والجرائم يكون بسبب نشر الأكاذيب والشائعات وتداولها عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
الكلمة الخبيثة تهدم المجتمعات
ومن جانبه، أكد نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث د. محمود صديق أن الكلمة الصادقة تبني المجتمعات، والكلمة الخبيثة تهدمها، وقد حذرنا القرآن الكريم من الكلمة الخبيثة؛ (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (النور: 19).
العالي: دور الجامعات وضع الخطط التي تدمج الذكاء الاصطناعي للقدرة على التعامل مع مستجدات العصر وتجنب سلبياتها
وتابع قائلاً: وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من نشر الأكاذيب والشائعات التي من شأنها هدم المجتمعات وتهديد استقرارها ونشر الفاحشة في قوله: «ألا أخبرك بمِلاك ذلك كله؟»، فقلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه وقال: «كف عليك هذا»، قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! فقال: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم -أو قال: على مناخرهم- إلا حصائدُ ألسنتهم» (رواه الترمذي).
وفي كلمته، أشار رئيس الجامعة الأهلية البحرينية رئيس المؤتمر منصور العالي إلى أن الإعلام العربي يعاني من عدد من المشكلات مما يتطلب تفعيل ميثاق الشرف الإعلامي، مبيناً أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تقتحم عقول أبنائنا وتؤثر سلباً على تنشئتهم خاصة الذكاء الاصطناعي الذي اختلط بالحياة اليومية لكل أفراد الأسرة، ويؤثر على سلوكياتهم ومواقفهم من الآخرين.
وشدد على أن دور الجامعات في البلاد العربية والإسلامية هو وضع الخطط التي تدمج الذكاء الاصطناعي في مناهج كليات الإعلام لإعطاء الطلاب القدرة على التعامل مع مستجدات العصر وكيفية تجنب سلبياتها على سلوكياتهم وحياتهم اليومية.
السليمي: إدمان المراهق على مشاهدة أفلام العنف قد تجرفه لطريق الانحراف الخلقي والانتحار
خطر يهدد المراهقين
ومن جانبه، حذر الأستاذ بالجامعة الأهلية بالبحرين د. أحمد بن ناصر السليمي من خطورة “التنمر الرقمي” وتأثيره الكبير على المراهقين الذي قد يسبب لبعضهم الاضطرابات النفسية والاكتئاب، فالوسائط الرقمية تؤثر على نظرة المراهق لنفسه ولمن حوله والمؤسسات التعليمية.
وأضاف أن إدمان المراهق على مشاهدة أفلام العنف والمواد الإعلامية التي تمتلئ بمشاهد التدخين وتعاطي المخدرات قد تجرفه لطريق الانحراف الخلقي، بل والانتحار، وتدفعه لكراهية الذهاب للمدرسة والزهد في الأنشطة المفيدة ومنها ممارسة الرياضة.
وتابع بقوله: ولحماية المراهقين من التنمر الرقمي، فعلي الآباء متابعة ما يشاهده أبناؤهم من خلال هواتفهم المحمولة، وحذف المواد والمشاهد غير الأخلاقية والضارة، والعمل على ربطهم بالمسجد وتلاوة القرآن والصحبة الطيبة، وأن تقوم أجهزة الإعلام ومؤسسات التعليم بعمل برامج اتصالية مخصصة للمراهقين وصغار السن تكون هادفة ومشوقة.