تسبب فتح علامات التوثيق المدفوعة في تويتر فوضى عبر المنصة خلال اليومين الماضيين، حيث انتحلت حسابات كثيرة أسماء شخصيات شهيرة وشركات كبرى، وأدلت تلك الحسابات بتصريحات كاذبة استغلالًا لحصولها على التوثيق.
ولم يتوقف ضرر ذلك التزييف عند التصريحات الكاذبة فحسب، بل امتد الأمر في بعض الأحيان إلى خسائر بمئات الملايين، وذلك بعد أن تسببت بعض الشائعات في اهتزاز أسهم بعض الشركات، وعلى رأسها شركة (إيلي ليلي) للأدوية، وشركة لوكهيد للأسلحة.
وأعلن حساب مزيف باسم شركة (إيلي ليلي) أن الشركة ستتيح الأنسولين مجانًا، ولاقت التغريدة رواجًا واسعًا وشاركها الآلاف احتفاءً بالقرار، قبل أن يتبين أن الحساب مزيف لكنه حصل على شارة التوثيق المدفوعة.
{tweet}url=1591133819918114816&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
واعتذرت الشركة عبر حسابها الرسمي عن الشائعة، وأكدت أنها لم تُصدر أي تصريح بهذا الشأن، وأنها لا تمتلك سوى حساب وحيد عبر المنصة.
وأعادت الشائعة إلى الواجهة الجدل حول السعر العادل للأنسولين، وهو جدل قديم في الأوساط الأمريكية، إذ يرى كثيرون أن السعر الذي تفرضه الشركة مُبالَغ فيه وينبغي تعديله.
وتحولت التغريدة نفسها إلى حملة انتقادات واسعة بسبب سياسة الشركة في تسعير الأنسولين، الذي يُعَد علاجًا رئيسيًّا لا يمكن الاستغناء عنه.
{tweet}url=1590813806275469333&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
وعلّق عضو مجلس الشيوخ الأمريكي بيرني ساندرز، قائلًا “لنكن واضحين، يجب أن تعتذر شركة (إيلي ليلي) عن زيادة سعر الأنسولين بأكثر من 1200% منذ 1996 حتى وصل إلى 275 دولارًا، في حين أن تكلفة تصنيعه أقل من 10 دولارات، لقد باع مخترعو الأنسولين براءات اختراعهم عام 1923 مقابل دولار واحد لإنقاذ الأرواح، وليس لجعل الرئيس التنفيذي لشركة (إيلي ليلي) ثريًّا بشكل فاحش”.
وعلّقت عضو مجلس النواب رشيدة طليب على اعتذار الشركة “بل يجب أن تعتذر عن ترك الناس يموتون بسبب جشعك”.
{tweet}url=1591167058917478400&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
{tweet}url=1591244527964422145&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
وعلّق الإعلامي ستيفن سبون في تغريدة له، قائلًا “أنا شخصيًّا أعتقد أنه يجب عليك الاعتذار عن الثراء على أكتاف المرضى من خلال بيع دواء يحافظ على الحياة مقابل 275 دولارًا بينما يكلفك 10 دولارات فقط، الأنسولين ليس عقارًا ترفيهيًّا، إنه يحافظ حرفيًّا على حياة الناس”.
{tweet}url=1591170851592089600&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
{tweet}url=1591181893474881537&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
وعلّق آخرون من بينهم إيلون ماسك بأن الأنسولين الحالي يختلف عن الأنسولين البسيط الذي اختُرع في العشرينيات، ويتكلف أموالًا أكثر.
{tweet}url=1591167058917478400&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
{tweet}url=1591206480338116608&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
وشارك مغردون تأثر أسعار الأسهم الخاصة بالشركة بحالة الجدل التي خلقتها التغريدة، إذ خسر سهم الشركة نحو 5% من قيمته خلال التداول أمس الجمعة، وهو ما يعني خسائر بالمليارات للشركة.
واعتبر مدونون أن ما حدث يؤكد مدى التأثير السيئ الذي خلقته خدمة تويتر الجديدة، التي أتاحت التوثيق مقابل دفع الأموال وخلّفت مئات الحسابات المزيفة التي تضر بالكيانات الأصلية.
وألمح مغردون إلى أن الأمر قد يكون له تبعات كبيرة على تويتر وعلى إيلون ماسك، لا سيما مع خسارة شركات كثيرة مليارات الدولارات بسبب خطأ في أنظمة التحقق، مما قد يعني احتمالية رفع هذه الشركات دعاوى قضائية ضد تويتر لمطالبته بتحمل المسؤولية عن الخطأ الذي حدث.
حدث الأمر نفسه مع شركة (لوكهيد مارتن) للصناعات العسكرية التي ادعي حساب مزيف باسمها أنها ستوقف عمليات بيع الأسلحة إلى أمريكا وإسرائيل والسعودية لحين إجراء تحقيقات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في تلك الدول.
{tweet}url=1590899514638229506&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
وأثارت التغريدة المزيفة جدلًا واسعًا قبل أن يكتشف الجميع أن الحساب مزيف قبل أن يحذفه تويتر. ولاحظ مغردون اهتزاز أسهم الشركة خلال تداول أمس الجمعة، وخسارتها أكثر من 5% من قيمتها.
وأمس، ألغى تويتر خدمة التوثيق المدفوعة بعد يومين فقط من عملها، بسبب الكثير من الحالات التي لم تتمكن المنصة فيها من تمييز الحسابات المزيفة.