لم تختلف الحال على أجهزة التنسيق الأمني التي تستمر في خدماتها للحفاظ على أمن الاحتلال “الإسرائيلي” في كل الفترات بالضفة الغربية، فقبل انطلاقة حركة “حماس” الـ35، شنت أجهزة السلطة حملة مسعورة مخططاً لها من أجل اختطاف واعتقال أنصار الحركة لوقف أي احتفال بذكرى انطلاقتها.
سياسة لم تتغير منذ أن جاءت سلطة أوسلو، وقد شنت أجهزتها، الليلة الماضية، حملة مداهمات واعتقالات في أنحاء مختلفة من الضفة، ما دفع لحالة من الغضب والسخط سادت مواقع التواصل الاجتماعي على سلوكهم الهمجي.
أشاوس التنسيق الأمني
الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة عقب خلال تغريدة له عن حملات السلطة في الضفة، أن حملة اعتقالات واسعة ينفّذها الاحتلال في عدّة مناطق في الضفة؛ شملت العشرات فجر اليوم، المثير أن حملة اعتقالات أخرى كانت تتم بيد أشاوس “التنسيق الأمني” ضد كوادر من “حماس”؛ خاصة في الجامعات.
وقال الزعاترة: إن هذا الشعب فريد يعيش بين بطولة وشرف، وبين نهج عار أدمنته عصابة بطاقات الـ”VIP”؛ بقيادة عباس.
بدوره، أضاف الصحفي الفلسطيني أيمن دلول خلال منشور له: سيُكتشف من أهان النساء واختطف الرجال والشباب في الضفة الغربية.
وأوضح أن اللثمة التي يغطي بها وجهه القذر لن تحميه من غضبة الشعب، ولن يجد كباره الذين علموه النذالة والخيانة يدافعون عنه أمام شعبه الذي لن يقول لهم: “اذهب فأنت من الطلقاء”، وتابع: “كباركم سيركبون في طائرتهم ويتركونكم تواجهون مصيركم”.
“حماس” عملاقة
ونشر حساب ثائر على “تويتر” أن الحملة المسعورة لسلطة دايتون والمتوازية مع حملة صهيونية لاعتقال نشطاء وأبناء “حماس” في الضفة لن تزيد “حماس” إلا قوة ومزيداً من الالتفاف الجماهيري حولها وحول خياراتها، وأوضح: جربتم منذ عام 1995 هذا الأسلوب القذر، وبعتم ضميركم ورهنتم مصيركم بمصير الاحتلال.. والنتيجة؟ تعملقت “حماس”!
وقالت الناشطة ميساء القاضي خلال منشور لها: لا تهربوا من أصوات ضمائركم.. قفوا لو مرة واحدة أمام ذواتكم وأجيبوا عن السؤال الأساسي: من نحن؟ ومن نواجه؟ وتذكروا أننا في دروس التاريخ تعلمنا أن الاستبداد والقهر هما إلى زوال، وتابعت: الحرية لكل الأسرى والمعتقلين السياسيين لدى الاحتلال ولدى أجهزة السلطة.
الباب الدوار
وعقب الأسير المحرر مقداد القواسمي على اعتقال شقيقه فجر اليوم من قبل الاحتلال بعد الإفراج عنه من سجون السلطة قبل 6 أيام: حسبنا الله هو وليّنا ونعم الوكيل.. بعد الإفراج عنه من سجون السلطة قبل 6 أيّام! اليوم جاء دور الاحتلال ليكمّل ما بدأته السلطة وتعتقل الأسير المحرر مثنى عمر القواسمي.
وأوضحت الناشطة أوريتا السعدي، خلال تغريدة لها، أن الأسير المحرر عيّاد الهريمي الذي اعتقلته أجهزة السلطة خاض إضرابًا عن الطعام استمر 61 يومًا وتم الإفراج عنه بتاريخ 4/ 3/ 2022.
وكشفت أن الأسير الهريمي كان من ضمن الأسرى الـ6 الذين خاضوا معركة الأمعاء الخاوية الذين كان من ضمنهم الأسير هشام أبو هواش، والأسير كايد الفسفوس، والأسير مقداد القواسمي، والأسير علاء الأعرج.
وتواصل أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية حملة الاعتقالات والاستدعاءات الكبيرة، التي تطال عناصر ونشطاء من حركة “حماس” قبيل انطلاقتها الـ35.
ورصدت لجنة أهالي المعتقلين، اليوم الثلاثاء، 251 انتهاكاً لأجهزة السلطة في الضفة خلال 48 ساعة، وكان من بين الانتهاكات 27 اعتقالاً سياسياً، و78 استدعاء، و13 تمديد اعتقال، و18 اقتحام منازل، و6 اعتداءات على النساء، إحداها ما زالت في المشفى.
انطلاقة حركة “حماس” الـ35
بدوره، قال المواطن بلال التميمي: إن أجهزة السلطة اقتحمت بيته الساعة الواحدة صباحاً، في حين لم يكن في البيت وسلموا ذويه طلب استدعاء للحضور اليوم.
وأضاف: إن تم اعتقالي من قبل أجهزة الأمن الوقائي غداً أو أي جهة أخرى، في أي لحظة فإن أبنائي وعائلتي أمانة في رقاب الأحرار الذين يخافون الله عز وجل، وتقبل الله منا ومنكم التضحيات.
وصعدت أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية من حملة الاعتقالات والاستدعاءات على خلفية سياسية لأنصار حركة “حماس” والأسرى المحررين قبيل ذكرى انطلاقة حركة “حماس” الـ35.
الحملة المسعورة التي تشنها الأجهزة الأمنية للسلطة
فيما أصدرت حركة المقاومة الإسلامية حماس بياناً صحافياً أكدت فيه على أن الحملة التي تشنها السلطة تخدم الكيان الصهيوني
وجاء في البيان “إن الحملة المسعورة التي تشنها الأجهزة الأمنية للسلطة جنبًا إلى جنب مع أجهزة الاحتلال ضد أنصار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل المقاومة في الضفة المحتلة بالتزامن مع ذكرى الانطلاقة الخامسة والثلاثين للحركة، هي حملة تتناقض مع ثقافتنا وأعرافنا الوطنية، وتعصف بوحدة شعبنا وحراك شبابنا الثائر في وجه الاحتلال الغاشم.
وأضاف البيان ” إن انتهاكات أجهزة السلطة التي شملت مداهمة البيوت، وترويع الآمنين، والاعتداء على النساء والأطفال، واعتقال الشباب وطلاب الجامعات، واستدعاء المئات من بينهم نساء، هي جريمة وطنية وخدمة مجانية للاحتلال، ستفشل في كسر إرادة شعبنا وشبابنا المؤمن بالمقاومة سبيلاً للحرية.
وأوضح البيان ” إنه لمن العار أن تكرّس أجهزة السلطة كل قوّتها للعمل إلى جانب قوات الاحتلال في ملاحقة أنصار المقاومة في الوقت الذي يقدّم فيه شبابنا أروع الأمثلة في الوحدة الميدانية ومقارعة الاحتلال، والدفاع عن القدس والأقصى، والتصدي لاعتداءات الاحتلال ومستوطنيه المستمرة ضد أبناء شعبنا ونسائنا وأطفالنا في عموم الضفة الغربية المحتلة.
وحمّل البيان الفريق المتنفّذ في قيادة السلطة المسؤولية المباشرة عن هذه الانتهاكات المستمرة، وندعو الكل الوطني والمؤسسات الحقوقية إلى إدانة تلك الاعتقالات والاستدعاءات السياسية المُشينة، والعمل على وقفها والإفراج عن المعتقلين السياسيين كافة.