أثار قرار وزارة التربية والتعليم العالي الكويتية بوقف الابتعاث للتخصصات الطبية في الطب البشري، وطب الأسنان، والصيدلة في مصر، اعتباراً من العام الدراسي 2023- 2024م، تحفظاً مصرياً، ورفضاً من الاتحاد الوطني لطلبة الكويت بمصر.
وبينما التزمت وزارة التعليم العالي المصرية الصمت حتى الآن، أصدر المكتب الثقافي بسفارة الكويت في مصر بياناً توضيحاً، يوم الإثنين 12 يونيو، مؤكداً فيه أن ذلك الوقف الذي أعلن بشأن التخصصات الطبية في مصر «مؤقت»، بناء على زيارة ميدانية للجهاز الوطني للاعتماد وضمان جودة التعليم إلى الجامعات المصرية في مايو الماضي.
المكتب الثقافي بالقاهرة يصدر بياناً للتوضيح واتحاد الطلبة الكويتي يندد
وشدد المكتب الثقافي على أهمية العلاقة الثنائية المصرية الكويتية، وأن القرار لا يمس صلب الجامعات المصرية ولا التقليل منها، ولكن لترشيد التكدس في جامعات معينة وتخصصات معينة ودول معينة، وفق البيان الذي اطلع عليه مراسل «المجتمع».
أعداد الوافدين كبيرة
من جانبه، أشاد د. عمرو عزت سلامة، وزير التعليم العالي المصري الأسبق، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، في حديث لـ«المجتمع»، بجودة التعليم العالي بمصر في الفترة الحالية، مؤكداً أن مصر تمتلك تميزاً كبيراً في الجامعات الطبية بمختلف أنواعها.
د. سلامة: الجامعات المصرية عليها إقبال وأعداد الوافدين كبيرة
ويوضح الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية أن الأعداد الكبيرة للوافدين من دول عديدة، على التعليم الجامعي بمصر، تكشف عن الاهتمام المصري بجودة التعليم، فضلاً عن أن الاستقطاب الكبير من الدول الغربية للأطباء المصريين يؤكد أهمية المنتج التعليمي الطبي أو غير الطبي بمصر، في ظل الاعتناء الحالي بمراقبة الجودة وشروط الاعتماد والتصنيفات الدولية، متحفظاً على التعليق على القرار الكويتي لاعتبارات منصبه الحالي في اتحاد الجامعات العربية.
ويضيف د. سلامة أن التعليم المصري في تطوير كبير ومستمر، بالتزامن مع زيادة أعداد الجامعات وفروعها سواء الخاصة أو الحكومية أو الأهلية أو الفروع الدولية؛ بما يجعل مصر تسير بخطوات ناجحة في هذا الملف وبالتحديد في تخصصات الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة، والعلاج الطبيعي والهندسة.
د. ندير: الطبيب المصري مطلوب بالخارج والتعليم الجيد السبب
التعليم الطبي المصري كفء
من جانبه، وصف رئيس الجامعة الفرنسية السابق بالقاهرة، رئيس جامعة الإسكندرية الأسبق، د. حسن ندير، في حديث لـ«المجتمع»، القرار بأنه يمثل وجهة نظر لدولة الكويت، التي يختلف معه جملة وتفصيلاً، خاصة أن الطبيب المصري بات مطلوباً للعمل في دول أوروبية كبيرة ومهمة كألمانيا وفرنسا.
ويوضح أن الأطباء المصريين خريجي الجامعات المصرية مطلوبون في دول العالم بسبب كفاءتهم وجودة تعليمهم، خاصة أن إجراءات قبولهم في الخارج تتم بعد اختبارات، مشيراً إلى أن جامعتي المنصورة والإسكندرية عقدتا شراكة مع جامعة مانشستر البريطانية مؤخراً في التعليم الجامعي الطبي في تخصصي الطب البشري وطب الأسنان، وهو أمر له دلالاته الإيجابية على جودة التعليم الطبي الجامعي بمصر.
ويشير د. ندير إلى أهمية النظر لتجارب الدول التي تلاحق الطبيب المصري بالتوظيف، بشكل جعل هجرة الأطباء المصريين إلى الخارج كبيرة.
م. بن جشعة: قرار مؤسف وفاشل ولا بد من التراجع عنه
قرار فاشل
من جانبه، وصف م. عبدالله بن جشعة، الرئيس السابق للاتحاد الوطني لطلبة الكويت بمصر، في حديث لـ«المجتمع»، القرار بأنه «فاشل»، و«مؤسف»، مؤكداً أهمية التراجع عنه.
واستنكر الاتحاد الوطني لطلبة الكويت بمصر، في بيان رسمي، قرار وزير التعليم العالي الكويتي د. حمد العدواني الذي يقضي بوقف الابتعاث والإيفاد المباشر للتخصصات الطبية في مصر والأردن.
وبحسب البيان الذي اطلع على نسخة منه مراسل «المجتمع»، فإن الاتحاد اعتبر القرار غير مبرر، ويهدد مستقبل الطلاب، وقاتل لطموح آلاف الطلبة الذين دخلوا امتحانات الثانوية العامة بالبلاد، مؤكداً أهمية التراجع عنه فوراً لمصلحة الكويت وطلابها.