مؤلف كتاب «الأدب المفرد» هو أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري (13 شوال 194 – 1 شوال 256هـ/ 20 يوليو 810 – 1 سبتمبر 870م)، أحد كبار الحفّاظ الفقهاء، ومن أهم علماء الحديث وعلوم الرجال والجرح والتعديل والعلل عند أهل السُّنة والجماعة، له مصنّفات كثيرة، أبرزها كتاب «الجامع الصحيح»، المشهور باسم «صحيح البخاري» الذي أجمع علماء أهل السُّنة والجماعة أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم.
نشأ الإمام يتيماً، وطلب العلم منذ صغره، ورحل في أرجاء العالم الإسلامي رحلة طويلة للقاء العلماء وطلب الحديث، وسمع من قرابة ألف شيخ، وجمع حوالي ستمائة ألف حديث، اشتهر شهرة واسعة، وأقرّ له أقرانه وشيوخه ومن جاء بعده من العلماء بالتقدّم والإمامة في الحديث وعلومه، حتى لقب بـ«أمير المؤمنين في الحديث».
وتتلمذ عليه كثير من كبار أئمة الحديث كمسلم بن الحجاج، وابن خزيمة، والترمذي، وغيرهم، وهو أول من وضع في الإسلام كتاباً مجرّداً للحديث الصحيح، ومن أوّل من ألّف في تاريخ الرجال.
امتُحن أواخر حياته وتُعصّب عليه حتى أُخرج من نيسابور وبخارى فنزل إحدى قرى سمرقند فمرض وتوفِّي بها.
و«الأدب المفرد» هو كتاب جمعه البخاري لإيفاء هذا الجانب من جوانب الحياة النبوية حقها من الاهتمام والاقتداء، لتكون ماثلة أمام أنظار المؤمنين للتأدب بآدابها والتحلي بمكارمها.
وقد جاء هذا الكتاب منه استكمالاً لما ضمنه في كتابه «الجامع الصحيح» من أحاديث الآداب والأخلاق التي بلغت الثلاثمائة حديث، فجمع في كتابه «الأدب المفرد» 644 بابًا، غير أنه لم يشترط فيه ما شرطه في صحيحه، فذكر فيه الصحيح -وهو الأكثر- مع الحسن، والضعيف -وهو الأقل-وذكر في غضونه آثار الصحابة، وأورد في مناسبات عديدة آيات من القرآن الكريم.
وقد ضمن الإمام البخاري كتابه هذا أبواباً من الآداب النبوية والأخلاق المحمدية ورتبها ترتيباً متقناً، فهو بهذا يعدّ مصدراً حافلاً بالكرائم المحمدية السامية المباركة، ومادة أصيلة في الآداب الإسلامية الكريمة.
فالكتاب في الآداب النبوية التربوية التي تحثّ الأمة على الاتصاف والتحلي بها، لتكون في آدابها وأخلاقها وعاداتها على منهج قويم ومسلك سليم.
لتحميل الكتاب الأدب المفرد (ت: الزهيري) – المكتبة الوقفية للكتب المصورة PDF (waqfeya.net)