كاتب المدونة: محمد مصطفى عفيفي
هذا المنشور للشباب الصغار الذين لا يعرفون القصة.. إليكم القصة كاملة:
1 – حتى عام 1916م كانتِ العراقُ والشام تابعتين لدولة الخلافة العثمانية، وكانت مصرُ تحت الاحتلال البريطاني منذ عام 1882م حيث حلَّت بريطانيا جيشَ عرابي وأقامتْ جيشـاً جديداً تحت بصرِها ورعايتها.
2 – في عام 1909م تمَّ الانقلابُ العسكري على السلطان عبد الحميد الثاني وانتقل الحُكم في الدولة العثمانية إلى جماعة “الاتحاد والترقي” وهي جماعةٌ لها علاقة بالصهيونية العالمية.
3 – في عام 1914م تمَّ توريطُ الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وكان الأفضلُ لها اجتنابَ الحرب وتركَ الغرب يتقاتل حتى يَهدمَ قوتَه بنفسِـه، وتظلُّ الدولةُ العثمانية في عافية؛ ولذلك يتحسَّـر السلطانُ عبد الحميد الثاني في مذكراته على هذا القرار ويقول: فرصةٌ لن تُعوّض!
4 – تآمر الشريفُ حسين (حاكم الحجاز وجَد مَلك الأردن الحالي) مع بريطانيا وقام بالثورة ضد الدولة العثمانية، وسـمَّوا هذه الخيانة “الثورة العربية الكبرى” عام 1916م، وقامتْ قواتُه بطرد الجيش العثماني من الحجاز، وتقدّم الجيشُ المصري “العظيم” تحت قيادة بريطانيا وهاجموا القوات العثمانية في سيناء، حتى طردوا العثمانيين من فلسطين وسوريا ولبنان.
5 – في العام التالي للثورة العربية الكبرى أي عام 1917م أصدرتْ بريطانيا وعدَ بلفور المشـؤوم الذي يمنحُ فلسطين لليهود، وبذلك نقضتْ بريطانيا عهودَها الكاذبة مع العرب.
6 – بعد طرد القوات العثمانية من العراق والشام عقدتْ بريطانيا معاهدة سايكس بيكو مع فرنسا عام 1916م، التي عُدلت بمعاهدة سان ريمو 1920م، والتي نصت على أن تحتلَّ بريطانيا العراقَ والأردن وفلسطين، وتحتلَ فرنسا سوريا ولبنان، مع العمل على تنفيذ وعد بلفور ومنح فلسطين لليهود.
7 – أثناء الاحتلال البريطاني لفلسطين قامت بريطانيا بما يلي:
تعيين اليهودي “هربرت صمويل” مندوباً سامياً على فلسطين (حاكم فلسطين) – إقامة إدارة يهودية في فلسطين “حكومة يهودية” – فتح الهجرة اليهودية لفلسطين – جعل اللغة العبرية لغة رسمية – افتتاح الجامعة العبرية 1925م – تأسيس جيش يهودي وتسليحه وتدريبه – نزع السلاح من أيدي العرب وتجريدهم من أيةِ قوة.
8 – قاوم أهلُ فلسطين وقاموا بالعديد من الثورات منها، ثورة العشرين 1920م ثورة البراق الأولى، ثورة البراق الثانية 1929م، ثورة الشيخ عز الدين القسام 1933م، الثورة الفلسطينية الكبرى 1936م، وكانت بريطانيا تقضي على هذه الثورات بمنتهى الوحشية والقسوة، كما يحدث الآن في غزة ولكن بدون قنواتٍ فضائية أو مواقع إلكترونية تفضح هذه الممارسات الهمجية.
9 – في عام 1947م أصدرت الأمم المتحدة قرار تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية 56% ودولة فلسطينية 44% من مساحة فلسطين، والقدس تحت إدارةٍ دولية.
10 – أعلنت بريطانيا في 15 مايو 1948م انسحابَها من فلسطين، وفي نفس اليوم أعلن اليهود قيام دولة “إسرائيل”، وفي نفس اليوم – أيضاً – اعترفتْ أمريكا والاتحاد السوفيتي بـ “إسرائيل”!! بينما رفض العربُ قرارَ التقسيم وقرروا دخول حرب فلسطين (النكبة) 1948م، وأصر مَلك الأردن أن تكون له القيادة العامة للجيوش العربية، مع العلم أن قائد الجيش الأردني حينها هو الإنجليزي “جون باغوت غلوب” المعروف باسم جلوب باشا!!
11 – انتصرتْ “إسرائيل” وتوسعتْ وأخذت 77% من مساحة فلسطين، أي أكثر مما خصصه لها قرار تقسيم الأمم المتحدة، وتحركت أمريكا وبريطانيا وفرنسا فأصدروا “الاتفاق الثلاثي 1949م” الذي يضمنُ حدودَ “إسرائيل” القائمة أي الـ 77%، وبذلك احتلتْ “إسرائيل” كلَّ فلسطين باستثناء غزة والضفة الغربية.
12 – قرّر العربُ أن تُديرَ مصرُ قطاعَ غزة وتُدير الأردنُ الضفةَ الغربية، واستمرّ الوضع هكذا حتى عام 1967م، حيث قامت حرب 1967م (النكسـة) وضَربتْ “إسرائيل” مصر وأخذت منها قطاع غزة وسيناء بالكامل، وضَربتِ الأردن وأخذت الضفة الغربية ودخل الصهاينة مدينة القدس، وضَربتْ سوريا وأخذتْ منها هضبةَ الجولان، وضَربتْ لبنان وأخذت منها إقليم التفاح بجنوب لبنان، وبذلك تحولتْ “إسرائيل” إلى دولةٍ عظمى تسيطرُ على مساحاتٍ شاسعةٍ في عالمنا العربي.
13 – قامتْ مصرُ – تحت الضغوط الشعبية – بحربٍ محدودة عام 1973 وحررتْ جزءًا من سيناء، ثم عقدتْ اتفاقيةَ السلام مع “إسرائيل” وأخذت باقي أرضها ولكنها تركتْ قطاع غزة تحت الاحتلال مع أن “إسرائيل” سيطرتْ عليه وهو في عهدة مصر!!
14 – قام حزبُ الله اللبناني بتحرير جنوب لبنان إلا منطقة مزارع شبعا، وظلتْ الجولانُ السورية محتلةً، وظلتِ الضفةُ الغربية وفيها القدس تحت سيطرة الصهاينة، وفي عام 2005م انسحبتْ “إسرائيل” من قطاع غزة؛ بسبب شِـدة ضربات المقاومة الفلسطينية، ولكن اتفقتْ “إسرائيل” مع مصر على تشديد الحصار على غزةَ وخنقها ومنع دخول أي مواد قد تُستخدم في تصنيع الأسلحة.
15 – شـنتْ “إسرائيل” على غزة – في ظل الحصار المصري – أكثرَ من حربٍ منها:
معركة الفرقان 2008م، واستهدفتِ المقاومةُ غلافَ غزة، ولأول مرة أسدود وبئر السبع.
معركة حجارة السجيل 2012م حيث أطلقتْ فصائلُ المقاومة أكثر من 1500 صاروخ، بعضها تجاوز مداه 80 كيلومتراً، وبعضها وصل لأول مرة إلى تل أبيب والقدس المحتلة، كما استهدف بعضها طائراتٍ وبوارج بحريةٍ حربية “إسرائيلية”.
معركة العصف المأكول 2014م حيث أطلقتْ كتائبُ القسام في هذه الحرب أكثر من 8 آلاف صاروخ، استهدفتْ ببعضها لأول مرة حيفا، كما استهدفت تل أبيب والقدس، وتسببت بإيقاف الرحلات في مطار تل أبيب، وأطلقتِ المقاومةُ أيضا طائراتٍ مُسـيرة اخترقتِ العمقَ “الإسرائيلي” بأكثر من 30 كيلومترا.
معركة سيف القدس 2021م، حيث أطلقتِ المقاومة أكثر من 4 آلاف صاروخ، بعضها تجاوز مداه 250 كيلومتراً، وتم استهدافُ مطار “رامون” في جنوب صحراء النقب بصاروخ من طراز عياش 250.
معركة طوفان الأقصى 2023م، حيث هاجمت كتائب القسام وسرايا القدس فرقة غزة واجتاحتها بالكمل بألف مقاوم فقط، كما هاجمت جميع مغتصبات غلاف غزة، واستهدفتِ المقاومةُ بالصواريخ ولأول مرة مدينةَ صفد في أقصى شمال فلسطين ومدينة عكا بصاروخٍ من طراز عياش 250، كما ظهر طائراتٌ مسيرةٌ طراز “الزواري”، و”قذيفة الياسين” المضادة للدروع، وكلها أسلحةٌ اُستخدمتْ في مهامٍّ قتالية أدتْ إلى تدمير الروح المعنوية للجندي الصهيوني.