كشف اغتيال 3 من أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية أول أيام العيد كذب الشائعات الصهيونية ومعادي خط المقاومة أن أبناء قادة المقاومة، وبالأخص هنية، يتنعمون في فنادق ومنتجعات الدوحة وإسطنبول ولا يعيشون معاناة شعبهم.
واضطر هنية (63 عاماً) اللاجئ من قرية الجورة قضاء عسقلان قبل أكثر من 10 أعوام على مغادرة القطاع كي يتحقق له سهولة الحركة في حال انتخابه رئيساً للمكتب السياسي للحركة، وألا يكون مقيد الحركة في تنقلاته كي يؤدي دوره على أكمل وجه.
وكان يصعب على هنية وبحسب مقربين منه؛ ترك مخيم الشاطئ للاجئين الذي ولد وعاش فيه وينتظر لحظة العودة إلى مسقط رأسه والده الحاج عبدالسلام هنية في (قرية الجورة) الذي أوصاه بذلك.
المدهون: هنية كأي لاجئ فلسطيني ربى أبناءه على حب الوطن والتمسك بحق العودة إلى الديار
وقال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون لـ«المجتمع»: اللاجئون في مخيم الشاطئ يعرفون جيداً أن أبناء هنية يعيشون كغيرهم في المخيم الصغير المحاصر في بيت متواضع كبقية سكان المخيم، ولم يكونوا مضطرين مثل والدهم العيش في مكان آخر.
وأضاف: هنية كأي لاجئ فلسطيني ربى أبناءه على حب الوطن والتمسك بحق العودة إلى الديار التي هجر عنها آباؤهم وأجدادهم عام 1948م وليس إلى مكان آخر مهما طال الزمن أو قصر.
وأعرب المدهون عن أسفه لمن صدق شائعات الاحتلال ومن أسماهم بـ«صهاينة العرب والغرب»، بأن جميع أبناء وعائلة هنية تركوا غزة وسافروا إلى الدوحة أو إسطنبول.
وشدد على أن عملية الاغتيال لأبناء هنية الثلاثة (حازم، أمير، محمد) وعدد من أحفاده في مخيم الشاطئ للاجئين غربي مدينة غزة أكدت عدة أمور، هي: أنهم لم يتركوا غزة كما تم الترويج له من قبل الاحتلال وبعض وسائل الإعلام العربية التي تتماهى مع رواية الاحتلال، وأنهم لم ينزحوا إلى الجنوب، وصمدوا وجاعوا مع من صمدوا وجاع في مدينة غزة وشمالها المحاصرون والجوعى.
وتابع المدهون: أبناء وأحفاد هنية لم يكونوا في الأنفاق أو أماكن خاصة آمنة بهم دون باقي أبناء شعبهم في غزة، وعاشوا المعاناة وارتقوا شهداء كغيرهم.
اليعقوبي: عملية اغتيال أبناء وأحفاد هنية جاءت بعدما فشل الاحتلال في اغتيال هنية معنوياً
وذكر أن هنية يدفع ثمن صموده وصمود عائلته وشعبه مرتين؛ الأولى حينما اتهموا أولاده بترك غزة والهروب من المعركة، والثانية حينما فقدهم وإلى الأبد في مجزرة مروعة ليلحقوا بحوالي 60 شهيداً من عائلته.
وكانت وسائل إعلام عربية سارعت، في فبراير الماضي، إلى نشر فيديو روج له الناطق باسم الجيش الصهيوني باللغة العربية أفيخاي أدرعي للابن البكر لهنية (عبد السلام) وهو يتابع إحدى مباريات نهائي بطولة أمم آسيا لكرة القدم التي أقيمت في السعودية دون معرفة أن هنية الابن كان متواجداً هناك بصفته الرسمية مع اتحاد كرة القدم الفلسطيني كونه نائباً لرئيس الاتحاد، وأنه غادر قبل الحرب على غزة مع بعثة الفريق الفلسطيني للاستعداد لهذه البطولة المهمة، واندلعت الحرب ولم يسمح له بالعودة إلى غزة.
ودعا الكاتب والمحلل السياسي وسائل الإعلام العربية وكذلك نشطاء «السوشيال ميديا» إلى تحري الدقة والمصداقية فيما يتعلق بأمور كهذه ولا يكونون بوقاً على المقاومين الصادقين، بل يكونون عوناً لهم لأنهم قدموا الثمن من دماء أبنائهم وأحفادهم، وفق قوله.
وأضاف: القادة وعوائلهم هم من أبناء هذا الشعب العظيم الصابر الثابت الصامد المقاوم البطل، يقع عليهم ما يقع عليه ويعانون ما يعاني وزيادة تحملهم وصبرهم على أذى الناس قبل أذى العدو.
ومن جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي يحيى اليعقوبي أن عملية اغتيال أبناء وأحفاد هنية جاءت بعدما فشل الاحتلال في اغتيال هنية معنوياً من خلال نشر الشائعات التي روجها حول هروب أبناء هنية من غزة.
وقال اليعقوبي لـ«المجتمع»: هنية دفع الثمن مرتين؛ الأولى من سمعته وسمعة أبنائه لإشاعة هروبهم من غزة وترك الناس تموت وهو افتراء وكذب، والثانية من دماء أبنائه وأحفاده حينما تم استهدافهم وتصفيتهم.
وأضاف: هؤلاء الشهداء ينضمون إلى أكثر من 33 ألف شهيد قتلهم الاحتلال بدم بارد خلال 6 أشهر، في مشهد تلتحم فيه دماء الشعب الفلسطيني من كافة أطيافهم، والجميع يشرب من الكأس ذاته.
وشدد اليعقوبي على أن الشهادة رسالة كتبت بالدم لهؤلاء الذين أطلقوا الأكاذيب بحق هنية، وادعوا أن أولاده سافروا ويتنعمون بالفنادق في تركيا وقطر وها هم يرحل معظمهم شهداء دفعة واحدة.
وأشار إلى أنه قبل الاستشهاد عاش أبناء هنية في جوع كحال الناس وناموا في الشوارع ونزحوا للمدارس والمستشفيات كبقية الناس ولقوا الله شهداء بعد شهر من الصيام وأول أيام العيد.