شكلت أنفاق المقاومة الفلسطينية في غزة طيلة عقدين من الزمن رأس حربة في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
وقالت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس): إن الأنفاق استخدمت في البداية لأغراض النسف، ثم تحولت إلى وسيلة لمهمات الإغارة خلف الخطوط، مضيفة أنها أصبحت اليوم معابر وصولية لتنفيذ مهمات قتالية خاصة خلف خطوط العدو، وفق ما أشارت مجلة «الميدان» الصادرة عن «القسام».
وفي معركة «طوفان الأقصى» التي أطلقتها «القسام» في السابع من أكتوبر 2023م، ظهرت شبكة الأنفاق كواحدة من أبرز الأسلحة في يد المقاومة لمواجهة العدوان الأخير على غزة، فقد نفذت العديد من العمليات التي أوقعت خلالها العشرات من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.
ومنذ عام 2001م، نفذت «كتائب القسام» عدة عمليات بواسطة الأنفاق، من أبرزها:
– «ترميد»:
أول عملية فدائية خلال «انتفاضة الأقصى»، في 26 سبتمبر 2001م، تنفذ عبر نفق يصل طوله 150 متراً في رفح جنوبي قطاع غزة، حينما فجرت «كتائب القسام» عبوة كبيرة أسفل موقع «ترميد» العسكري الصهيوني قرب بوابة صلاح الدين على الحدود المصرية الفلسطينية، أسفرت عن مقتل 5 من جنود الاحتلال.
– «حردون»:
في 13 ديسمبر 2003م، تمكنت «وحدة مكافحة الإرهاب» القسامية من الوصول أسفل برج «حردون» العسكري في حي يبنا برفح، عبر نفق يبلغ طوله 200 متر، حيث تم زرع كمية كبيرة من المتفجرات؛ ما أدى لتدمير الموقع ومقتل وإصابة من بداخله.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، حينها: «إن الأنفاق المفخخة تعتبر أكبر خطر يتهدد المواقع العسكرية في قطاع غزة».
– «محفوظة»:
عملية نوعية وقعت في 27 يونيو 2004،م حيث فجرت «كتائب القسام» موقعاً إستراتيجياً للاحتلال يقع على مفترق «حاجز أبو هولي» والملقب بموقع «محفوظة» شمال خان يونس، وكان يعتبر ثكنة عسكرية حصينة تشرف على حماية مرور المستوطنين والدوريات العسكرية في المنطقة ويستخدم كمهجع لمبيت الجنود.
وتشير المصادر الصهيونية إلى أن عدد الجنود الذين قتلوا في العملية وصل حينها إلى 7، فيما أصيب 30 آخرون في حصيلة غير نهائية، وفق ما نقل موقع «القسام».
وقالت «القسام»، في بيان حول تفاصيل العملية: إن مجاهدينا قاموا بحفر نفق يبلغ طوله 495 متراً من منطقة آمنة إلى أن تم الوصول إلى نقطة تقع أسفل الموقع تماماً، وقد بدأ الحفر في الخندق على عمق 7 أمتار تحت الأرض وانتهى بعمق 80 سم تحت مستوى الموقع العسكري.
وأضافت أن وحدة مكافحة الإرهاب القسامية قامت بتفريع النفق إلى 3 أفرع (شرقاً، وسطاً، غرباً) وتوزيع العبوات الناسفة على هذه الأفرع الثلاثة حيث وصل مجموع المادة المتفجرة في هذه العملية إلى 2000 كيلوغرام.
– «السهم الثاقب»:
عملية نوعية ضد المخابرات الصهيونية، وقعت فجر يوم 7 ديسمبر 2004م، شرق مدينة غزة، أطلق عليها «السهم الثاقب» وأسفرت عن مقتل جندي وإصابة 4 آخرين.
وحول تفاصيل العملية، ذكرت «القسام»، أن مجاهديها حفروا نفقاً أرضياً من خلال مزرعة تبعد قليلاً عن السلك الفاصل بين مدينة غزة والأراضي المحتلة عام 1948م، حيث اعتادت القوات الصهيونية الخاصة ارتيادها، وتمّ تجهيز النفق بنحو طنٍّ ونصف طن من المتفجّرات، واستطاعوا تضليل المخابرات الصهيونية من خلال إرسال رسالة لها بأن أحد قادة «كتائب القسّام» موجود في المكان.
وأوضحت أنه وفور تقدّم القوات الصهيونية الخاصة إلى المكان المحدّد قام المجاهدان القسّاميان مؤمن رجب محمد رجب، وأدهم أحمد عايش حجيلة، وكلاهما من حيِّ الشجاعية ويبلغان من العمر 22 عاماً، بتفجير العبوات ومن ثم تقدّما ليجْهِزا على من بقِيَ من الصهاينة من الأحياء، بما حملوا من عتاد.
– «براكين الغضب»:
وقعت العملية في موقع «G.V.T» العسكري بالقرب من معبر رفح، يوم 12 ديسمبر 2004م، حيث تم زرع عبوة تزن 1300 كيلوغرام داخل نفق طوله 600 متر أسفل الموقع.
وذكرت «القسام» أن العملية كانت مشتركة مع «صقور فتح»، وهو تشكيل عسكري تابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وأطلق عليها «براكين الغضب»، أسفرت عن مقتل 5 جنود صهاينة وإصابة 6 آخرين، واستشهاد أحد منفذي العملية وانسحاب الآخر.