استيقظت الكويت صباح أمس على فاجعة إنسانية، حيث أدى حريق كبير في بناية مكونة من ستة طوابق تستخدم كسكن لعمال إحدى شركات المقاولات في منطقة المنقف إلى وفاة 49 عاملًا وافدًا وإصابة 56 آخرين، بينهم 11 في حالة حرجة. تمكن رجال الإطفاء من إنقاذ 150 عاملًا كانوا محاصرين في الأدوار العليا، وتشير المعلومات الأولية إلى وجود أكثر من 200 عامل في البناية لحظة اندلاع الحريق.
تحقيقات وحزم
صرح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والداخلية، الشيخ فهد اليوسف، الذي تواجد في موقع الحادث، بأن هذه الكارثة لن تمر مرور الكرام، مشيرًا إلى أنه أعطى تعليماته للتعامل الفوري والحازم مع جميع المخالفات في مواقع سكن العمالة الوافدة بدون إنذار مسبق. وأكد أنه سيتم محاسبة كل من يثبت تقصيره.
كما أعلن اليوسف عن التحفظ على مالك البناية وحارسها، مشيرًا إلى أن التحقيقات الأولية كشفت عن وجود قواطع من مواد سريعة الاشتعال وأعداد كبيرة من اسطوانات الغاز داخل البناية، مما ساعد في سرعة انتشار النيران.
إجراءات فورية من وزيرة الأشغال العامة
أعلنت وزيرة الأشغال العامة ووزيرة الدولة لشؤون البلدية، د. نورة المشعان، عن وقف جميع قياديي فرع بلدية الأحمدي عن العمل وإحالتهم للتحقيق بسبب الحريق. كما أوعزت بفتح تحقيق عاجل حول المبنى السكني.
إيقاف مسؤولين في بلدية الأحمدي
أعلن مدير بلدية الكويت، سعود الدبوس، عن إيقاف 4 مسؤولين في بلدية محافظة الأحمدي عن العمل حتى انتهاء التحقيقات. وأكد أن فرق البلدية تواصل حملاتها التفتيشية لإزالة مخالفات البناء بالتنسيق مع وزارة الداخلية وقوة الإطفاء العام.
تحقيقات الأدلة الجنائية
أوضح اللواء عيد العويهان، المدير العام للإدارة العامة للأدلة الجنائية، أن فرق الأدلة الجنائية تعاملت مع 35 جثة في الموقع وأخرى في المستشفيات، مؤكداً استعداد الإدارة للتعامل مع مثل هذه الحوادث.
تدخل الإطفاء
قال العميد محمد الغريب، مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بقوة الإطفاء العام، إن الإدارة تلقت البلاغ في الساعة 4:23 صباحًا وتمكنت من إخلاء 150 عاملًا وإخماد الحريق الذي بدأ في الدور الأرضي وامتد إلى الأول.
رعاية المصابين
استقبل مستشفى العدان 34 حالة من مصابي الحريق، منهم 4 حالات متوفين و4 في العناية المركزة. كما استقبلت مستشفيات أخرى حالات مصابة متفاوتة الخطورة.
إجراءات بلدية الكويت
أعلنت بلدية الكويت عن إغلاق 21 سردابًا بمنطقة السالمية خلال حملة موسعة للكشف على 95 بناية، وأكدت على ضرورة الالتزام بالاشتراطات الصحية والأمنية.
تعازي ودعوات للمحاسبة
أعرب الديوان الوطني لحقوق الإنسان عن تعازيه لذوي الضحايا، مشددًا على ضرورة محاسبة المقصرين وتوفير سكن مناسب للعمال.
تعليقات دولية
أعرب وزير الخارجية الهندي عن صدمته للحادث، معبرًا عن تعازيه لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.
تفعيل قوانين السلامة
أكد الشيخ فهد اليوسف، على ضرورة تطبيق قوانين السلامة ومنع التخزين في المباني إلا وفق الاشتراطات المحددة، لضمان حماية الأرواح والممتلكات.
تعويضات مالية
هذا وقد وجه أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح، بصرف تعويضات مالية لأسر ضحايا حريق المنقف، الذي أودى بحياة 49 مقيماً وإصابة 49 آخرين.
وقال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية والدفاع الشيخ فهد اليوسف إن أمير الكويت “وجه بتجهيز طائرات لنقل جثامين المتوفين” مشيراً إلى أنه “سيلتقي وزير الشؤون الخارجية الهندية كيرتي فاردان سينغ، لبحث تفاصيل نقل الجثامين إلى الهند”.
حبس مواطن ومقيمين
إلى ذلك، أمرت النيابة العامة بحبس مواطن ومقيمين احتياطياً لاتهامهم بالقتل الخطأ والإصابة الخطأ، نتيجة الإهمال بإجراءات الأمن والسلامة للوقاية من الحريق في واقعة حريق المنقف.
وقال الوزير اليوسف إنه “سيتم تخصيص رقم هاتف لتلقي بلاغات عن المخالفين، بالإضافة إلى تخصيص رقم للمزدوجين والمزورين” مشيراً إلى أنه “تم قطع التيار الكهربائي عن المخالفين”.
وترأس وزير الداخلية حملة تفتيشية بحضور وزيرة الأشغال العامة ووزيرة البلدين نورة المشعان، ومشاركة جهات معنية، مشيراً إلى أنه تم تحديد هوية 48 جثة، منهم 45 من الجنسية الهندية، و3 من الجنسية الفلبينية، بينما جاري العمل لتحديد هوية الجثة الأخيرة.
وقال إنه بالاتفاق مع وزير الأشغال والبلدية نورة المشعان، سيتم إصدار تشريع جديد بإزالة المخالفات فوراً ودون إنذار والتشريع سيرى النور خلال أسبوعين.
وحول أسباب الحريق، قال الوزير اليوسف، إن النيابة العامة باشرت التحقيقات، وقامت باحتجاز صاحب الشركة وصاحب العقار، وشريك بالشركة، والحارس لاستكمال التحقيقات.
وفجر أمس الأربعاء، اندلع حريق ضخم في إحدى العمارات السكنية التي يقطنها مقيمون في منطقة المنقف، التابعة لمحافظة الأحمدي جنوب البلاد، ما أدى إلى مقتل وإصابة 98 شخصاً.