في خطوة تحمل دلالات خطيرة، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب تعيين حاكم أركنساس السابق مايك هاكابي سفيرًا للولايات المتحدة لدى الكيان الصهيوني.
ووفق موقع «بي بي سي عربي»، سيكون هاكابي أول شخصية غير يهودية تتولى هذا المنصب منذ عام 2011م.
وقال ترمب، في منشور عبر منصته «تروث سوشيال»: مايك يعشق «إسرائيل» وشعبها، وهم يبادلون هذا العشق، سيبذل هاكابي جهده لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وقد أثار هاكابي جدلًا سابقاً حول مواقفه من القضية الفلسطينية؛ إذ صرح في حملته الرئاسية لعام 2008م قائلاً: إنه «لا وجود لشعب فلسطيني»، وأشار إلى أن الأراضي اللازمة لدولة فلسطينية يجب أن تأتي من دول عربية أخرى، وفقًا لموقع «أكسيوس».
وعام 2016م، رفض وصف الضفة الغربية بـ«المحتلة»، مفضلاً استخدام المصطلحات التوراتية «يهودا والسامرة»، حسبما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز».
يُعرف هاكابي بمواقفه المؤيدة لـ«إسرائيل» ودعمه طويل الأمد للمستوطنات في الضفة الغربية، كما قدم برنامجًا أسبوعيًا على «فوكس نيوز» لـ6 سنوات.
وفي مقابلة مع «سي.إن.إن» عام 2017م، أكد مجددًا أنه «لا يوجد شيء يسمى احتلال»، مشيرًا إلى الضفة الغربية باسمها التوراتي.
ولاقى ترشيح هاكابي تأييدًا فوريًا من كبار المسؤولين الصهاينة، فيما يُتوقع أن يواجه انتقادات من الجانب الفلسطيني بالنظر إلى تصريحاته السابقة التي اعتُبرت مسيئة للقضية الفلسطينية.
وقد انتقد هاكابي الرئيس جو بايدن لضغوطه على دولة الاحتلال لتخفيف عدوانها في غزة، ورفض دعوات الإدارة الديمقراطية لوقف إطلاق النار هناك.
وحظي ترشيح هاكابي بترحيب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وحلفائه في الائتلاف اليميني، خصوصًا من الوزراء الداعمين للمستوطنات مثل بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير.
وكتب سموتريتش على منصة «إكس»: إن هاكابي صديق مخلص وداعم للمشروع الاستيطاني في يهودا والسامرة، فيما عبّر بن غفير عن فرحته برسالة رمزية تضمنت العلمين الأمريكي و«الإسرائيلي».
ويحافظ هاكابي، على غرار العديد من القادة المنتمين إلى بعض الكنائس الإنجيلية المسيحية الأمريكية المؤيدة للصهيونية، على علاقات وثيقة مع جماعات «الهيكل» اليهودية التي تعلن سعيها لهدم المسجد الأقصى بهدف تمهيد الطريق لإعادة بناء «الهيكل» المزعوم، ويجمعه ارتباط خاص بالنائب الليكودي والحاخام يهودا غليك، الذي يُعد أحد أبرز قادة جماعات «الهيكل» في دولة الاحتلال.
ونشر موقع «عروتس شيفع» المعبر عن المستوطنين في الضفة الغربية، صورًا تظهر لقاءات جمعت هاكابي، وغليك على هامش فعاليات نظمت في المستوطنات، بحسب «العربي الجديد».
يذكر أن هاكابي شغل منصب حاكم أركنساس بين عامي 1996 و2007م، وخاض محاولات غير ناجحة لترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة عامي 2008 و2016ك، وابنته، سارة هاكابي ساندرز، هي الحاكمة الحالية لولاية أركنساس، وشغلت منصب السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض في إدارة ترمب من عام 2017 إلى 2019م.