الشيخ يوسف السند
عندما يؤصل الإسلام حُسن الجوار ومكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ومعالي السلوك والألفاظ، إنما يدعو أتباعه إلى تآلف مستمر، وحب دائم، وأخوَّة كريمة عزيزة رفيعة مستمرة نامية.. تنمو وتزداد مع الزمن؛ فما من موقف أو مناسبة، أو عبادة إلا وتجد الإسلام كأنما يحث المسلمين ويحضهم على تجديد عقد أخوَّتهم ومودتهم ومحبتهم عبر التالي:
– منهج الأخوة الإسلامية المعتمد على الحقوق والواجبات.
– حقوق الجوار.
– حقوق الأرحام.
– حقوق المواطنة ولو مع غير المسلمين الداخلين في ذمة المسلمين وعهدهم.
– حقوق الزوجين.
ومع المناسبات اليومية كالصلاة، أو الأسبوعية كصلاة الجمعة، أو السنوية كصيام رمضان، أو الحج؛ تزداد الألفة بين المسلمين وتتجدد!
أخي أنت لي دفقةٌ من حنان
أخي أنت لي نسمة من أمانِ
وآمالُ قلبي ومشعل ُدربي
وأنت ضياءُ المدى والزمانِ
ولقد امتن الله على المؤمنين بنعمة التآلف والتأليف، فقال سبحانه: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ “63” } (الأنفال).
وكم يحاول شياطين الجن والإنس أن يحرشوا بين المسلمين، ويخربوا هذا التآلف، ويهدروا هذه الطاقة؛ طاقة البناء والتأليف، فيجب على المسلمين أن يحذروا هذا التخريب، تخريب التآلف وقطع التأليف؛ لأن مصير ذلك هو الفشل الذريع والتراجع المقيت، وصدق الله: {وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ “46” } (الأنفال).