أكد سياسيون وإعلاميون وكتَّاب ودعاة أن ما يجري في حلب كارثة إنسانية في ظل صمت عالمي تجاه ما ترتكبه قوات النظام السوري والمليشيات، مطالبين بتحرك عربي ودولي لإنقاذ المدنيين المحاصرين.
وقال الدفاع المدني السوري: إن جثث المدنيين ملأت الشوارع والفرق الطبية عاجزة عن إسعاف المصابين وتقديم العلاج اللازم، فيما لا يزال مصير المئات من العائلات المدنية مجهولاً، تواجه مصيرها حرقاً ورمياً بالرصاص.
وقال الكاتب الصحفي تركي الشلهوب: رسائل حلب الأخيرة: انتظروا دوركم.. يا مَن خذلتم حلب! فمن يظنّ أن الإرهاب -الروسي الإيراني الأمريكي – سيتوقف عند #حلب.. واهم!
وعبر النائب الكويتي أسامة الشاهين عما يجري في حلب قائلاً: مجازر إبادة وجرائم ضد الإنسانية تقترفها جيوش وعصابات طائفية وإرهابية في حلب وغيرها من مدن سورية؛ الصمت العربي والغربي جريمة إضافية.
وأضاف: كارثة إنسانية جرت وتجري في حلب وعموم سورية، داعياً الحكومة الكويتية للقيام بدور فاعل وقيادة تحرك عربي ودولي لإنقاذ المدنيين المحاصرين.
سامي الغامدي، إمام لعدد من المراكز الإسلامية: سكوتنا عن محرقة حلب وصمة عار في جبين العرب والمسلمين عمومًا وسيسألنا الله عن خذلاننا لهم.
وقال عصام عطية، مراسل صحفي لدى وكالة كونكورد للصحافة والإعلام بلندن: الحق لا ينتصر لمجرد أنه حق، ولكن لا بد له من قوة تحميه لينتصر.
سري سمور، كاتب فلسطيني، قال: الروس وأذنابهم يستنسخون جروزني في حلب؛ أي الأرض المحروقة، وبناء مدينة جديدة بمواصفات خاصة، ولكنهم نسوا حقائق تاريخ هذه المنطقة من العالم.
فيما علق الإعلامي ياسر أبو هلالة على صفحته في “تويتر” قائلاً: عالم جديد يبنى من ركام حلب المدمرة، يعلي من قيمة الإنسان، تماماً كما بنيت أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية وتخلصت من النازية والفاشية.
وقالت الكاتبة الأردنية عيدة المطلق: ويل للعرب ويل لعالم فقد كل معاني الإنسانية.
وكتب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د. عبدالله الشايجي على “تويتر”: إذا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي جادون في التصدي لمجازر وإبادة حلب وسورية ليقدموا قادة مجرمي الحرب وزعماء العصابة ويُحاكموا كمجرمي حرب، مضيفاً: ليس مستغرباً العجز العربي والتواطؤ الدولي في حرب الإبادة التي تتعرض لها سورية.. وخاصة ما نشاهده بألم في #حلب ولكن المستغرب صمت الشعوب.
وطالب النائب د. جمعان الحربش في مهرجان نظمه عدد من النواب في مجلس الأمة بعنوان “حلب تُباد” دول مجلس التعاون بطرد سفراء روسيا، وقال: إيران دولة طائفية، استباحت العراق والشام، فيما الدول العربية تتفرج.. فيما قال النائب محمد هايف في المهرجان: إذا لم نستطع تحريك الجيوش لنصرة إخواننا بسورية؛ فإننا نستطيع تحريك الأموال.
وقال الكاتب المصري محمد الجوادي: لا تظنوا أن حلب انهزمت للبلطجية، فقد واجهت باريس نفسها أقسى من هذا وتمخطر فيها هتلر، لكن باريس انتصرت وأعدمت ١٠ آلاف من الخونة في يوم واحد.
أما الإعلامي السوري البارز فيصل القاسم فقال: من أسقط بغداد أسقط حلب، ومن سلم العراق لإيران على طبق من ذهب لا يمكن أن يعرقل المشروع الإيراني في سورية، سقوط حلب كان لا بد أن يأتي بعد سقوط بغداد.
وقال الإعلامي السوري أحمد موفق زيدان: ليعلم المفاوض الذي سيفاوض الطائفيين بعد مذبحة حلب أن الثورة لن تغفر له تورطه الكامل بدماء الحلبيين وغيرهم وأنه كان جزءاً من الصفقة!
بينما قال الكاتب الجزائري أنور مالك: لو أن العالم ليس هدفه حرق المنطقة بحروب نجسة؛ ما سمح المجتمع الدولي لإيران أن تنشر مليشياتها الإرهابية، وما تجرأ الأسد على قتل هرة في دمشق!
الصحفي السوري البارز هادي العبدالله، غرد قائلاً: عندما نتحدث عن مذبحة حلب فإننا لا نتكلم عن قصة خيالية أو رواية أسطورية! نحن نتكلم عن بشر من لحم ودم تُنتزع أرواحهم جماعياً أمام أعين العالم.
وأشار الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة: لاستعجال دخول ما تبقى من حلب، يزداد القتلة شراسة، ويحرقون كل شيء.. لا تقولوا جيش النظام.. لا قيمة لهذا.. هي مليشيات خامنئي وطيران بوتين.
وتساءل: ماذا فعل أتباع خامنئي في حلب؟ تقدموا بعد حرق كل شيء من قبل الطيران الروسي، أي انتصار رخيص يستحق الفخر لو كانوا رجالاً ويعرفون المروءة؟! مضيفاً: عندما نقول: إن حلب ليست نهاية المطاف، ولا سواها، فنحن لا نبيع العزاء، هذه قراءة سياسية للتاريخ وللحاضر، هذه معركة طويلة وخامنئي لن يربحها.
فيما كتب الصحفي المصري جمال سلطان: حلب ليست نهاية ثورة، بل درسها يدشن بداية جديدة للثورة، وإصراراً أكبر على كسر نظام وحشي ورخيص، الأولوية الآن لإنقاذ المدنيين ووقف المذبحة.
بينما وصف الإعلامي أحمد منصور ما حدث قائلاً: مشهد سقوط حلب وقبلها بغداد وصنعاء وغيرها، أشبه بالمشهد التاريخي لسقوط مدن الأندلس تباعاً، وكلما سقطت واحدة اكتفى الآخرون بالمشاهدة حتى يأتي دورهم.
وتابع: الذين تقاعسوا عن نصرة حلب وأهلها لن يجدوا من ينصرهم حينما يطلبون النصرة سيجنون عاراً في الدنيا وخزياً يوم القيامة.
واتفق معه الباحث سعيد الحاج، حين غرد بالقول: كل الأطراف بلا استثناء متوافقة على غلق ملف حلب، بعضهم إجراماً وبعضهم تواطؤاً، وبعضهم مصلحة، وبعضهم عجزاً، لكن النتيجة واحدة: حلب تباد.
وأضاف: ما أحوجنا لريشة ناجي العلي، ولسان نظفر النواب اليوم؛ للتعبير عن واقعنا، ومشاعرنا، مشيراً إلى أنه رغم سواد اللحظة الراهنة، ليس لديَّ شك في المستقبل، عقارب الساعة لا تعود للوراء، عاندنا السنن، فَطَال الزمن وزاد الثمن، لكن الفرج والفجر قادمان.
فيما كتب الإعلامي القطري جابر الحرمي، رئيس تحرير جريدة «الشرق» سابقاً: حلب أكبر مقبرة جماعية في العصر الحديث، ذهبوا إلى الله ليشتكوا أمة تخاذلت عن نصرتهم وأدارت ظهرها لهم.. إلى الله المشتكى.
وأضاف: سقطت حلب مرات أمام الغزاة، لكنها انتصرت ونهضت من جديد، لن يطول هذا السقوط، رغم التآمر العالمي، رغم تحوّلها إلى أطلال، ستنتصر حلب يوماً ما.
وقال د. عجيل النشمي، رئيس رابطة علماء الشريعة في دول الخليج: “لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون من قتل مسلم”، والمسلمون يدفنون أحياء في حلب بالسلاح الروسي والإيراني والسوري برعاية من أمريكا وأوروبا، سيسألنا الله عنهم.
وأضاف أنه واجب على نواب مجلس الأمة الكويتي عمل ما يجب شرعاً نصرة لمسلمي حلب – والكويت قدمت ما لم يقدمه غيرها – الواجب المطالبة بقطع العلاقات الاقتصادية مع روسيا وإيران وسورية.
فيما قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. يوسف القرضاوي: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة» في الحديث: «ما من مسلم يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه؛ إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته».
وقال الداعية السعودي د. عوض القرني: قدم شعب سورية والعراق من التضحيات للدفاع عن الأمة في وجه مغول العصرما قد لا يستطيع شعب آخر تقديمه لو سقطت المقاومة، مضيفاً حين تعود الأمة إلى ربها بصدق وعلم ويتحقق فيها حقائق ومعنى الجسد الواحد والبنيان المرصوص الذي وصفها الوحي به سيتنزل عليها نصر الله.
وتابع: لو كانت صور أطفال المسلمين التي في حلب هذه لخنازير أو قرود أو كلاب في غاب أكان العالم – المتحضر – سيصمت بلا مبالاة كما يفعل الآن؟!
فيما عبر الداعية السعودي د. سلمان العودة قائلاً: آه.. مالي أرى حلب الشهباء من كمدٍ تذوي وعهدي بها مرفوعة العنق؟ وإن تكالب الأعداء واشتدت الخطوب فعلينا أن نثق بحكمة الله ورحمته في تمحيص المؤمنين ومحق الكافرين والمنافقين.
وقال الداعية الليبي سالم الشيخي: حلب قصة إسقاط القيم الإنسانية المزعومة في الأروقة الدولية والعربية.
ودعا الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين د. علي القرة داغي قائلاً: تباً لأنظمةٍ جعلت شعوبنا تُباد ونساءنا تُغتصب وأطفالنا يُدفنون تحت حطام منازلهم! لعنة خذلان حلب ستلاحقهم في الدنيا قبل الآخرة!