انطلاقاً من مسؤوليتها الإنسانية، أطلقت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية اليوم حملة إغاثة عاجلة لأهل مدينة حلب المحاصرة في ظل ما يعانونه من فقدان الغذاء والدواء والوقود والأمن والأمان، وما يفتقرون إليه من أبسط مقوّمات الحياة، بسبب عمليات القصف الجوي التي لا تتوقف على مدار الساعة.
وقال رئيس الهيئة، المستشار بالديوان الأميري د. عبدالله معتوق المعتوق في تصريح صحفي: إن ما تتعرض له مدينة حلب من تصاعد القصف الممنهج على المشافي والمدارس والأحياء السكنية المحاصرة، تطور خطير يتنافى مع الأعراف والمواثيق الإنسانية والتقاليد الدولية وتعاليم الشرائع السماوية.
وأضاف د. المعتوق أن مدينة حلب تشهد موجة من الاعتداء الآثم والغادر الذي حول المباني إلى ركام ودمار وخراب، مشيراً إلى أن عناصر الدفاع المدني أصبحوا عاجزين عن انتشال الجثث من تحت الركام والأنقاض، وإنقاذ من تبقى من الأحياء والمصابين بسبب استمرار القصف الذي وصفه الأهالي بـ”يوم القيامة” من شدة هوله.
وتابع قائلاً: إن عناصر الدفاع المدني وعمال الإغاثة لم يسلموا من أعمال القتل وأعمال القنص العشوائية والممنهجة معاً، في انتهاك شنيع وسافر لقواعد القانون الإنساني الدولي، وكذلك الفرق الطبية ليست بمنأى عن الاستهداف.
وأكد د. المعتوق أن ما تشهده حلب لم تشهده أي مدينة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية من قصف وحشي وتهجير قسري وتدمير ممنهج تجاوز وانتهك كل القواعد والأعراف والمواثيق الأخلاقية والدينية والإنسانية، محذراً من إصرار الأطراف المعتدية على إخلاء مدينة حلب من سكانها الأصليين، وقتل الأطفال بعمر الزهور، وتشريد العائلات واغتيال الشباب والشيوخ بدم بارد، وعدم السماح للمنظمات الإنسانية بإخلاء الجرحى والمصابين.
واعتبر ما يجري في حلب وصمة عار في جبين الإنسانية وانتهاك صارخ لقواعد القانون الإنساني الدولي، مشيراً إلى استهداف عشرات من النساء والأطفال، الذين كانوا يهمّون بمغادرة الأحياء المحاصرة، استجابة لبعض النداءات التي تتحدث عن ممرات إنسانية خادعة، وإذا بهم يستهدفون وتتناثر جثثهم وحقائبهم في مسرح الجريمة، في مشهد مبكٍ ودام، يضيف مأساة جديدة إلى قائمة المآسي المتكررة يومياً منذ 6 سنوات هي عمر الأزمة السورية.
وشدد د. المعتوق على ضرورة تضافر الجهود وإطلاق الحملات الإنسانية للعمل على تخفيف حدة معاناة أهل سورية، داعياً المحسنين وأهل الخير إلى “الفزعة” من أجل أطفال ونساء مدينة حلب والمشاركة في الحملة التي أطلقتها الحملة عبر موقعها iico.org.
ودعا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى تحمل مسؤولياتها تجاه المجازر التي ترتكب في مدينة حلب.