قال حاكم العاصمة الإندونيسية جاكرتا، باسوكي تاهاجا بورناما، الملقب “أهوك”، في أولى جلسات محاكمته، التي تم عقدها اليوم الثلاثاء،: إن “واجبي احترام القرآن”، نافياً أن يكون تعرض له بالإهانة.
ومثل “أهوك”، الذي ينتمي للأقلية المسيحية الصينية، للقضاء بتهمة إهانة القرآن، بعد إدلائه بتصريحات في سبتمبر الماضي، فجرت غضباً شعبياً واسعاً في إندونيسيا.
ونقلت القنوات الفضائية الإندونيسية وقائع الجلسة مباشرة، بينما نشرت السلطات 3 آلاف شرطي في محيط المحكمة لتأمينها ومنع أي صدام بين أنصار “أهوك” ومعارضيه، الذين احتشدوا خارج المحكمة.
وكان الحاكم قال، مخاطباً سكان العاصمة، بأن “لا يُخْدَعوا” بمن يستخدمون القرآن للفوز عليه في الانتخابات على منصب حاكم جاكرتا، والمقررة العام المقبل، وهو التصريح الذي اعتبره ناشطون “مسيئا” للقرآن.
ودافع الحاكم، في الجلسة، عن تصريحه، نافياً أن يقصد إهانة القرآن، مشيراً إلى تقديمه الاعتذار أكثر من مرة عن أي سوء فهم لتصريحه.
وقال: “إنني حزين جداً، هذا الاتهام يعني أني أهنت والدي بالتبني وإخوتي وأخواتي الذين أحبهم ويحبونني”، في إشارة للقرابة التي تجمعه بمسلمين.
وشهدت المحاكمة توقف “أهوك” عن الحديث لأكثر من مرة بسبب البكاء.
ويعتبر القانون الإندونيسي إهانة الدين جريمة، قد تصل عقوبتها حد السجن لخمس سنوات.
يذكر أن المحاكمة، قد تستغرق شهرا إلى ثلاثة أشهر.
ونظمت جهات شعبية وإسلامية تظاهرات مناوئة للحاكم من تصريحاته المثيرة للجدل، شهدت اثنتان منها مشاركة أكثر من مائة ألف متظاهر، في جاكرتا، وتخللت إحداها أعمال عنف محدودة.
وتجدر الإشارة إلى أن “أهوك” هو أول حاكم مسيحي، من أصل صيني، لجاكرتا منذ 50 عاماً، وجرى تنصيبه خلفاً لـ”جوكو ويدودو” في 2014، بعد تولي الأخير رئاسة البلاد.
وفاز “ويدودو”، بمنصب حاكم جاكرتا في انتخابات عام 2012م المحلية، وكان “أهوك” نائباً له.
ومن المزمع عقد انتخابات محلية في جاكرتا، في 15 فبراير2017م، لاختيار الحاكم، حيث كان “أهوك” يسعى للمنافسة فيها.
تجدر الإشارة إلى أن نسبة الصينيين في البلاد لا تتجاوز 1.2%، وأن 22.3% منهم في العاصمة، في حين تقدر نسبة المسيحيين في البلاد بـ10%، ينتمون لقوميات مختلفة، ويدين 11% من سكان جاكرتا بالمسيحية، بينما الغالبية العظمى من المسلمين.