يقوم العمل الخيري على الكثير من الأعمال المتعددة والخدمات المتنوعة لا مجال لحصرها في هذا المقال، ومن أمثلتها توفير الأكل في برامج الإغاثة بحسب طبيعة البلد الذي نعمل فيه، ومن ذلك توزيع اللحوم في موسم الأضاحي وأيضاً في شهر رمضان، كما أن هناك احتياجاً كبيراً فيما يخص المجمعات التعليمية الخاصة بالأيتام والتي تحتاج لكميات مستمرة من اللحوم يجب توفيرها وفق اشتراطات قوائم الطعام المعتمدة.
تتجه خيارات العاملين في الجمعيات الخيرية إلى فكرة شراء احتياجاتها من السوق المحلية بحسب الطلب أو بالجملة في موسم الأضاحي لمحاولة توفير المبالغ، وهذا لا شيء فيه، ولكن.. هل يمكننا أداء هذه المهمة وهي توفير اللحوم لمحتاجيها بشكل أفضل؟
هنا أطرح إحدى طرق التفكير التي أتبناها في مبدأ الابتكار، وهي مبدأ: كن العميل رقم واحد.
تصرف المؤسسات الخيرية مبالغ طائلة في العديد من البنود التي تقوم عليها، ويأتي في مقدمتها توفير اللحوم بميزانيات تتجاوز الملايين، حيث نستطيع بطريقة إنشاء فكرة مزرعة خاصة بالمواشي وفق دراسة واضحة للجدوى الاقتصادية نكون نحن العميل رقم واحد بها إلى تحقيق الربح بدون الاحتياج لتقديم تلك الخدمات لغيرنا من العملاء؛ مما يحقق لنا فرصة لتقليل الأسعار وضمان الجودة وتحقيق عائد ربحي يدعم الميزانيات التشغيلية لمشاريع رعاية الأيتام والأسر المتعففة وغيرها من مشاريع البر والإحسان.
بل لو سعينا أكثر لتحقيق عائد أفضل من خلال استثمار بيع ودبغ الجلود سيحقق لنا تطوراً رأسياً للمشروع بخلاف ما تساعد هذه الفكرة من توفير فرص عمل للشباب والأسر لدفعهم نحو التعفف من طلب المساعدة.
يمكننا إسقاط فكرة العميل رقم واحد في الكثير من الأعمال والمشاريع التي نقدمها في عملنا الخيري، ومنها إنشاء مزارع لتوفير الخضراوات والفواكه، إنشاء مصانع للنجارة والحدادة لتوفير الأثاث وغيرها من الأفكار التي يمكن من خلال الطلبات الخاصة بِنَا أن نكون لها العميل رقم واحد.