أكدت شخصيات فلسطينية وعربية التمسك بالثوابت الفلسطينية، وبطلان كل الاتفاقيات التي جاءت خلافا لذلك، مشددة على أهمية مواصلة المقاومة بكافة أشكالها حتى تحرير الأرض وإسناد إضراب الأسرى في سجون الاحتلال.
جاء ذلك خلال مؤتمر “الحفاظ على الثوابت” في نسخته الـ 11 الذي عقد اليوم الأحد في مدينة غزة بحضور ومشاركة عدد من القادة الفلسطينيين والعرب.
المرزوقي: فلسطين قضيتنا الأولى
وشدد الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي في كلمة مسجلة له، على أن فلسطين هي القضية الوحيدة التي يتفق عليها التونسيون والتي كانت ولا تزال قضيتهم الأولى والأم، مطالبا برفع المظلمة التاريخية عن الشعب الفلسطيني.
وأعرب عن أسفه أن تكون الأمة العربية أمة منكوبة، قائلا: “ليس الشعب الفلسطيني وحده الذي يعاني من النكبة هناك الكثير من الشعوب العربية حلت بها النكبات“.
وأشار المرزوقي إلى الخلافات العربية وواقع الاستهتار في الأمن القومي العربي، واستهداف الربيع العربي في كل مكان.
وأكد أن التغول الإسرائيلي جاء بسبب التفكك العربي، داعياً إلى ضرورة تحرك الشعوب العربية لقلب موازين القوى، قائلا: “هذه الأجيال العربية الصاعدة ستواصل نضالنا من أجل أمة عربية فعالة موحدة، وإننا في آخر المطاف سننتصر“.
الزهار: ثوابتنا جزء من ديننا
من جهته، قال رئيس المؤتمر وعضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” محمود الزهار، “إن ثوابتنا جزء من ديننا لا نفرط في أي منها، وندافع عن حق الإنسان الفلسطيني مسلما كان أو مسيحيا، ولا نفرط في شبر واحد من أرضنا و مقدستنا“.
وأكد الزهار في كلمته أن الشعب الفلسطيني لن يسقط البندقية وسـيحافظ على الثوابت.
وأضاف “الثوابت الفلسطينية لا تتغير في كل القواميس، ولا بتغير الزمان أو المكان، ولا تحابي أي انسان، ولا تخضع لأي جبروت كان“.
وأشار إلى أن الدفاع عن المقدسات في فلسطين واجب شرعي كما أن الدفاع عن الأرض واجب وطني، قائلا: “سنواصل العمل حتى تحرير كل شبر“.
وعرّف الزهار الثوابت بانها أربعة وهي: الانسان، الأرض، العقيدة، المقدسات، محذرا من أن الإسلام يتعرض لأسوا حملة وذلك بوصفه بـ “الإرهاب“.
بحر: مصرون على تحرير أرضنا
بدوره، أكد أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، أن إسرائيل قامت على المجازر، وأن الشعب الفلسطيني مصرُّ على تحرير أرضه بكل الوسائل وعلى رأسها المقاومة.
واعتبر أن التنسيق مع الاحتلال ووصف المقاومة بـ “العبثية” هو نكبة، موضحاً أن المقاومة الفلسطينية مصرة على تحرير الأسرى من سجون الاحتلال من خلال عمليات التبادل.
واعتبر رئيس مؤتمر فلسطيني الشتات أنيس القاسم، أن التغيرات التي أدخلت على الميثاق الفلسطيني هي باطلة.
وقال القاسم في كلمة مسجلة له: “لا اجتهاد مع النص والثوابت لا نقاش فيها”، مشددا في الوقت نفسه على أنه لا يمكن لاتفاقية اوسلو أن تجرّد الشعب الفلسطيني من ثوابته.
الجريوني: علينا التمسك بالثوابت
في غضون ذلك، استعرضت عميدة الأسيرات الفلسطينيات السابقة المحررة لينا الجربوني، ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال من اعتداءات وقهر.
وشددت في كلمة لها عبر الهاتف، على أهمية التمسك بالثوابت الفلسطينية التي من أجلها قضت 15 عاما في سجون الاحتلال، وكذلك الآلاف من الأسرى الذين يقضون زهرات شبابهم خلف القضبان.
وحذرت الجربوني من تراجع التضامن مع الأسرى وهم يواصلون إضرابهم عن الطعام لليوم الثامن والعشرين على التوالي.
بكيرات: بالمقاومة فقط سنحرر القدس
كما شدد مدير الأملاك الوقفية عن دائرة القدس ناجح بكيرات، على أن المقاومة وحدها هي التي ستحرر القدس.
وقال في كلمة له عبر الهاتف من المدينة المقدسة: “القدس تبقى هي التي نجتمع عليها ونقدم من أجلها الغالي والنفيس،(..) و كل يوم يقدم أهل القدس الشهداء“.
واستعرض بكيرات معاناة أهالي القدس وما يتعرضون له من تهويد المدينة المقدسة من قبل الاحتلال، مشدداً على أنهم سيبقون أوفياء وحراساً وأمناء للمسجد الأقصى.
وطالب بدعم مدينة القدس بخطى ثابتة وبرنامج لمواجهة التهويد الإسرائيلي.
الهندي: احذروا الوهم الجديد
من جهته، حذر نائب رئيس المؤتمر وعضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، من أن التطبيع أصبح المدخل للسلام في فلسطين، قائلاً: “هذا هو الوهم الجديد الذي تدفع باتجاهه السلطة، وأمام هذا التسويق لابد أن نعود للتمسك بالمبادئ والحفاظ على الثوابت ومواصلة المقاومة“.
وحذر من توقيع أي اتفاق يتخلى عن فلسطين: “لابد من الإشارة إلى أن ترامب قادم بعد أيام قليلة ليدشن حلفا جديدا في المنطقة ليحافظ على مصالح حلفاءه في المنطقة وإسرائيل في قلب هذا التحالف، وشعاره الحرب على الإرهاب“.
ولفت الهندي إلى أن المقاومة في قاموسهم هي إرهاب، وكذلك مناهج التعليم ومخصصات الأسرى وغيرها من الأمور.
وتابع قائلاً: “أما إسرائيل التي قامت على المجازر والعنف وتحاصر غزة وتشن عليها حروب (..) ليست إرهابا هي واحة الحرية والديمقراطية في المنطقة“.
واعتبر الهندي أن ما يجري هو محاولة لصناعة نكبة جديدة للشعب الفلسطيني، محذرا من اختلاط المفاهيم وخطورتها والمصطلحات التي يتم الترويج لها.
وأشار إلى أن هذا المؤتمر يوصي بـ “الاستنفار من اجل الأسرى في سجون الاحتلال وهم يخوضون إضرابا عن الطعام منذ شهر، و تفعيل انتفاضة القدس، واعتبار التوقيع على أي اتفاق يفرط بالثوابت ولا يمثل الشعب الفلسطيني“.
قسوم: الدولة العبرية ستنهار
أما عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية علماء المسلمين الجزائريين، فأكد في كلمة مسجله له على استعداد الشعب الجزائري لبذل كل ما لديه في سبيل فلسطين وأنه على استعداد أن يتحمل من أجل هذه القضية العادلة مليوني استشهادي.
وشدد على أن الدولة العبرية ستنهار ولن تصمد أمام إصرار الشعب الفلسطيني على استرجاع أرضه، مطالبا بمزيد من العمليات الفدائية لتحقيق ذلك.
كما طالب الشعوب العربية والإسلامية بمساندة الشعب الفلسطيني وتقديم العود له ولمقامته، مشدداً على أهمية تفعيل سلاح المقاطعة للاحتلال والكف عن مهادنة المحتل.
وفي ختام المؤتمر توجه المشاركون بمسيرة راجلة إلى خيمة التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في ساحة السرايا غرب مدينة غزة.