أعلن د. سعيد الأصبحي، أمين سر جمعية المنابر القرآنية، عن إطلاق المنابر القرآنية حملتها “القرآن بوجوده تبقى الحياة”؛ لتصب في بحر القرآن، وتكون رافداً مهماً في ليالي العتق ومضاعفة الأجور وتنزل الرحمات وتحري ليلة القدر التي وصفها الله عز وجل بأنها خير من ألف شهر.
وعن طبيعة الحملة، أوضح الأصبحي أنها حملة رمضانية لخدمة القرآن الكريم ونشر علومه، ورعاية حفاظه، وذلك انطلاقاً من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”، يصب ريعها في العديد من المشاريع القرآنية مثل مشروع “أم الكتاب”، ومشروع “عالية القراءات”، ومشروع “وارث الأنبياء”، ومشروع “مواهب القلوب لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة”، ومشروع “فطرة”.
وعن مجالات الحملة وعدد المستفيدين منها بين الأصبحي في تصريح لـ”المجتمع” أنها تستهدف كفالة 6 معلمين لتصحيح قراءة سورة “الفاتحة” لمدة عام، إلى جانب تصحيح “الفاتحة” لعدد 12 ألف مستفيد خلال عام، وطباعة عدد 10 آلاف كتيب لتصحيح “الفاتحة” باللغة العربية والإنجليزية، وتشغيل 6 مراكز قرآنية موزعة على محافظات الكويت يستفيد منها أكثر من 500 طالب وطالبة، وإقامة دورات تخصصية في علم رسم المصحف وضبطه، ودورات الإسناد القرآني ليستفيد منها 24 حافظاً وحافظة، واستضافة كبار العلماء والمقرئين، وطباعة الإصدارات العلمية والقرآنية المتميزة وتحقيق المخطوطات النادرة، وتسجيل الختمات القرآنية، وطباعة مصاحف بالروايات، وطباعة كتب علوم القرآن، وإقامة حلقات وورش تعليمية للصم، وتوفير مصحف إلكتروني للمكفوفين، وطباعة مصحف بلغة الإشارة للصم، وإقامة دورات علمية وشرعية ومسابقات قرآنية لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير أدوات ووسائل تعليمية خاصة تناسب هذه الفئة، إلى جانب إنتاج فلاشات قرآنية تسهم في غرس القيم والأخلاق الإسلامية، وإنتاج فلاشات حول الإشارات العلمية في القرآن والإعجاز القرآني.
وأشار إلى نجاح إعلان الحملة في استقطاب المشاهدين والمتابعين على قناة “اليوتيوب” الخاصة بالجمعية، في تجسيد معنى القرآن في حياتنا، وفي التنبيه إلى أهميته في حياتنا كونه حرز الأمة من الفتن والشرور، وضمان بقائها، إذا رفع تكالبت عليها المصائب، وأن القلوب المؤمنة النقية سرعان ما تستجيب لنداء الوحي وتسارع إلى فتح مغاليق قلوبها للقرآن وتدبره، مصداقاً لقوله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا {24}) (محمد).
وعن فكرة إعلان الحملة، قال الأصبحي: إنها تعبر عن مدى الغفلة التي نعيشها في حق القرآن الكريم، وانشغالنا بأمور الدنيا في ظل تسارع الأحداث وكثرة الملهيات والدعوة لكل مسلم أن يقف هنيهة، ويسأل نفسه للحظات، ماذا أعرف عن كتاب ربي؟ ما منزلته في قلبي؟ هل أستشعر مكانته وضرورة وجوده في حياتي؟ لأن القرآن سيرفع من الأرض في آخر الزمان كما جاء عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: “أَكْثِرُوا تِلاوَةَ الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ”، قَالُوا: هَذِهِ الْمَصَاحِفُ تُرْفَعُ! فَكَيْفَ بِمَا فِي صُدُورِ الرِّجَالِ؟ قَالَ: “يُسْرَى عَلَيْهِ لَيْلاً فَيُصْبِحُونَ مِنْهُ فُقَرَاء، وَيَنْسَوْنَ قَوْلَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَيَقَعُونَ فِي قَوْلِ الْجَاهِلِيَّةِ وَأَشْعَارِهِمْ، وَذَلِكَ حِينَ يَقَعُ عَلَيْهِمْ الْقَوْلُ”.
وأوضح الأصبحي أن الإعلان اشتمل على مثل تلك العبارات التي تخاطب العاطفة وتلفت الانتباه إلى القرآن الكريم: تمر ساعات أيامنا.. وتفنى أعمارنا.. ونحن في غفلة عن كتاب ربنا.. كم شغلنا بحياتنا وأمور معاشنا.. ونسينا أن هذا القرآن سيرفع ذات يوم من المصاحف والسطور.. أيها المؤمن، هل تتصور دنياك دون قرآن؟ وهل يبقى وجود للحياة دون قرآن؟! قم يا ابن آدم ودع الغفلة.. فكتاب الله ينادينا.. ما أحوجك اليوم لكتاب الله ليلين قلبك بعد طول هجران.. قم وأفق من الغفلة واسأل نفسك: ماذا قدمت للقرآن؟ هل حفظته.. أو علمته؟ هل تأملت في آياته.. ودمعت عيناك عند قراءته؟! هل نشرته ودعمت مشاريعه؟ فالقرآن بوجوده تبقى الحياة.
وأكد أن رسالة هذا الإعلان ينبغي أن تظل ماثلة أمام كل مسلم ومسلمه ليستلهم منها الحرص على تلاوة القرآن الكريم وحفظه، والإسهام في نشره وتعليمه، ودعم المشاريع القرآنية التي تقوم بها المنابر القرآنية لتحقيق تلك الرسالة الخالدة.
وفي ختام تصريحه دعا الأصبحي عموم المحسنين والمحسنات في هذا الشهر الفضيل إلى المساهمة في الحملة لدعم هذه المشاريع القرآنية والتعليمية التي تسهم بشكل فاعل في تحفيظ أبناء المسلمين كتاب الله العظيم وكفالة محفظي ومعلمي القرآن ونشر القيم القرآنية الموجهة إلى جميع شرائح المجتمع؛ مبيناً أنه بالإمكان التبرع من خلال موقع “المنابر القرآنية” (www.almanabr.org)، أو بالتواصل مع الجمعية من خلال هواتفها (97166611 / 25668348) أو عبر حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي (@almanabr).