أصدرت هيئة علماء فلسطين في الخارج، أمس الجمعة، بياناً عبرت فيه عن موقفها حيال المصالحة الفلسطينية.
وقالت الهيئة في بيان نشرته في موقعها على الإنترنت: تابعنا في هيئة علماء فلسطين في الخارج كما جميع أبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا الإسلامية مجريات المصالحة الفلسطينية وجولات المباحثات التي تكللت بإعلان التوصل إلى اتفاق للمصالحة في مصر، وإننا أمام هذه التطورات المهمة في الساحة الفلسطينية وهذا الاتفاق المفصلي الذي له ما بعده فإننا نؤكد الآتي:
أولاً: إنَّ هيئة علماء فلسطين في الخارج تبارك أيّة خطوةٍ من شأنها تقارب أبناء شعبنا الفلسطيني ورأب الصّدع ولمّ الشمل ووحدة الصف، وإننا نبارك هذا الاتفاق الذي يطوي صفحة انقسامٍ عانى منه أبناء شعبنا الفلسطيني أكثر من عشر سنوات ونتوجه بالتهنئة إلى عموم أبناء شعبنا بهذا الاتفاق الذي نسأل الله تعالى أن يجعل فيه الخير.
ثانياً: نؤكد أن المصالحة بين الأشقاء مقصد عظيم من مقاصد الشريعة، وأن التنازع يذهب القوّة ويشمت العدوّ ويوهن الصف، كما نؤكد أن أي جهدٍ يسعى لرأب الصدّع ونزع فتيل الخلاف ونبذ الشقاق هو جهدٌ مبرورٌ شرعاً.
قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {10}) (الحجرات)؟
وقال تعالى: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ {46}) (الأنفال).
ثالثاً: نؤكد أنَّ أي تقاربٍ ومصالحة بين مكونات الشعب الفلسطيني يجب أن تكون على أسس واضحة في فهم حقيقة العدو ومعرفة مكائده وضرورة الاجتماع على مواجهته، فهو الخطر الأكبر وعنوان المواجهة الأولى.
رابعاً: تدعو الهيئة الأطراف الفلسطينية كافة وحملة راية الجهاد والمقاومة فيه على وجه الخصوص إلى الحذر الشديد من الجهات والأطراف والمؤسسات والدول التي تتظاهر بالحرص على مصلحة الشعب الفلسطيني وإرادة الخير له وهي التي كانت في الأمس القريب تجاهر بالعداء لغزة وأهلها وتظاهر العدوّ المحتل على المقاومة وأبنائها والحيطة من مكرهم المستمر، قال تعالى: (وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ {46}) (إبراهيم).
خامساً: ننصح المجاهدين والمقاومين من أبناء شعبنا الفلسطيني بعدم الركون أو الاطمئنان إلى الضمانات والوعود المعسولة مهما كان مصدرها، قال تعالى: (وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً) (النساء:102).
سادساً: ندعو فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى الحذر الشديد من أن تكون هذه المصالحة بوابة يُساق من خلالها المقاومون وأبناء شعبنا المجاهد إلى تنازلاتٍ لا يرتضونها من خلال مؤامرة إقليمية ودوليّةٍ تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وندعوها إلى البقاء في حالة تيقظ ونفيرٍ، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعاً {71}) (النساء).
سابعاً: نطالب علماء الأمة الإسلامية بالاضطلاع بواجبهم في نصح إخوانهم في قيادة المقاومة والالتفاف حولهم ناصحين مشفقين ومُحذّرين ومُوَجّهين ومُبَيّنين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ” (صحيح مسلم).
ثامناً: ندعو شرائح وفئات الأمة الإسلامية المختلفة إلى دعم فصائل المقاومة الفلسطينية التي يضيق عليها اليوم ويراد لها أن تتخلى عن مشروع المقاومة، وإن دعم المجاهدين والمقاومين على أرض فلسطين هو اليوم أوجب من أي وقتٍ مضى، قال تعالى: (انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {41}) (التوبة).