اتهمت رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماي، روسيا بـ”تهديد النظام العالمي”، مشيرة إلى تدخل موسكو في انتخابات العديد من الدول الغربية خلال الأعوام الأخيرة.
جاء ذلك في كلمة ألقتها المسؤولة البريطانية، مساء أمس الإثنين، خلال مأدبة عشاء تقليدية سنوية أقامها اللورد جيفري ايفانس، عمدة لندن، رئيس بلدية الوسط التاريخي والمالي للعاصمة.
وأضافت ماي قائلة “روسيا تسلّح المعلومة لإحداث فوضى في الغرب”، مبينة أن “النظام العالمي الذي نستند عليه جميعًا، تهدده الأفعال الروسية”.
وفي ذات السياق أشارت ماي إلى أن موسكو “شنت العديد من الهجمات الإلكترونية (لم تذكر متى) مستهدفة مؤسسات بعدة دول (لم تسمها).
وتابعت “لدي رسالة بسيطة لروسيا، نحن نعرف ما اقترفته، ولن تنجحي فيما تسعين له؛ لأنكِ تستخفين بمقاومة أنظمتنا الديمقراطية، وبما تتمتع به مجتمعاتنا المفتوحة والحرة من جاذبية”.
واستطردت قائلة: “ولأنكِ تستخفين بالتزام الشعوب الغربية بالاتفاقيات التي توحدنا جميعًا”.
ولفتت إلى أن “الإعلام الروسي ينشر أخبارًا كاذبة لخلق فوضى في الغرب، ولتقويض مؤسساتنا، وتستخدم في ذلك صورًا مفبركة”.
وبخصوص سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم عام 2014، قالت ماي إن هذه “أول دولة تنفصل عن أوروبا باستخدام القوة من قبل دولة أخرى، بعد فترة الحرب الباردة (من منتصف أربعينيات حتى أوائل تسعينيات القرن الماضي).”.
وشددت رئيسة الوزراء البريطانية على أن بلادها ستواصل التعاون الأمني مع الاتحاد الأوروبي، رغم مساعي الانفصال عنه.
وتابعت في ذات النقطة موضحة “ولهذا السبب عززنا من مساعداتنا العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا، ولهذا السبب أيضًا نعمل على تعزيز أمننا الإلكتروني”.
وشددت على أن بلادها ستبذل قصارى جهدها لحماية نفسها، وتعمل مع كافة الحلفاء في هذا الصدد، لافتة أنهم لا يرغبون في العودة مجددًا لفترة الحرب الباردة.
ماي تابعت قائلة: “يمكن لروسيا اختيار طريق مغاير (غير الحرب الباردة)، وأعتقد أنها ستفعل ذلك، لكن حتى يتحقق الأمر، سنتحرك معًا لحماية مصالحنا، والنظام العالمي الذي نستند عليه”.
وفي الوقت ذاته أعربت رئيسة الوزراء عن رغبة بلادها في إقامة علاقات وحوار مع موسكو، مضيفة “ولعل الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية بوريس جونسون لروسيا، خير مؤشر على ذلك”.
في سياق آخر، قالت رئيس الحكومة البريطانية: إن التطورات في منطقة الشرق الأوسط تهدد النظام العالمي أيضاً.
ولفتت إلى أن “أساس المعارك التي نشاهدها بالشرق الأوسط، عبارة عن خليط يجمع بين التوتر المذهبي، والتاريخي والديمغرافي والاقتصادي”.