أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الإثنين، توافق الرأي بين بلاده وروسيا بخصوص التركيز على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده في مدينة سوتشي الروسية مع نظيره فلاديمير بوتين.
وأوضح أردوغان أنّه تناول أبعاد الأزمة السورية بكامل تفاصيلها مع نظيره الروسي خلال اجتماعهما اليوم.
وعن العلاقات الثنائية القائمة بين الجانبين، شدد أردوغان على ضرورة إزالة كافة العقبات التي تعيق وصول حجم التبادل التجاري بين بلاده وروسيا إلى 100 مليار دولار أمريكي.
ودعا أردوغان إلى إزالة كافة العراقيل التي تعيق حركة رجال الأعمال، بما في ذلك رفع تأشيرة الدخول، لافتًا في هذا السياق أنه اتفق مع نظيره الروسي على تعميق علاقات البلدين.
وأشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية مستمرة بشكل مكثف سواء عبر اللقاءات المباشرة أو الاتصالات، وقال بهذا الصدد: “وانطلاقًا من ذلك، فقد بدأنا التحضيرات من الآن من أجل عقد الاجتماع السابع لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين”.
وأعرب عن امتنانه لدخول العلاقات الاقتصادية بين تركيا وروسيا مسار التصاعد بالتوازي مع العلاقات السياسية.
وأكّد أردوغان أنّ بلاده تولي أهمية كبيرة لتطوير علاقاتها مع روسيا في كافة المجالات والقطاعات، وخاصة في مجال الصناعات الدفاعية.
وفي مجال الطاقة، شدد الرئيس التركي أن التعاون فيما يتعلق بمشروع خط أنابيب السيل التركي ومحطة أق قويو النووية يتقدم في مساره، مبينًا أنه تناول هذه المسألة مع بوتين.
وأضاف: “نولي أهمية كبيرة لتنفيذ هذه المشاريع في موعدها، ونرحب بإتمام أعمال مد الأنابيب في الجزء الروسي، كما أننا مهتمين جدًا بالجانب المتعلق ببلدنا”.
وأكد رغبته في إجراء مراسم تدشين محطة أق قويو خلال الأسابيع القادمة، بمشاركة الرئيس الروسي في حال سمح جدول أعمال بوتين بذلك.
كما شدد أردوغان على رغبة تركيا في إحراز تقدم أكبر في العلاقات بالمجالين الثقافي والسياحي. لافتًا إلى أن أكثر من 4 ملايين سائح روسي قدموا إلى تركيا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي.
وقال: “إعلان 2019 عام الثقافة والسياحة بشكل مشترك بين البلدين سيكون نقطة تحول هامة في جهود البلدين بهذا المجال”.
تجدر الإشارة إلى أن مشروع خط أنابيب السيل التركي، يتكون من خطين، أحدهما لتلبية احتياجات تركيا من الغاز الطبيعي، والثاني لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية، حيث سينقل 15.75 مليار متر مكعب من الغاز الروسي إلى تركيا، وسيدخل حيّز الاستخدام خلال 2019.
وفي ديسمبر 2010، وقّعت تركيا وروسيا اتفاقًا للتعاون حول إنشاء وتشغيل “محطة أق قويو” للطاقة النووية في ولاية مرسين جنوبي تركيا.
وتبلغ تكلفة المشروع الضخم حوالي 20 مليار دولار، وسيسهم في تعزيز أمن الطاقة في تركيا، وإيجاد فرص عمل جديدة.
و”أق قويو” هي أول محطة نووية بدأت تركيا إنشاءها في مرسين على البحر المتوسط، وتقوم شركة “روس آتوم” الروسية للطاقة النووية ببنائها.