مجزرة جديدة ينفذها الطيران الروسي شمالي سورية أمس الإثنين، هذه المرة في سوق بلدة الأتارب بريف حلب حيث قتل ما يزيد عن 55 مدنياً وأصيب نحو 100 شخص.
وقال وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) على لسان متحدثها لشؤون الشرق الأوسط إريك باهون: إنها لن تكشف عن تسجيلات الرادار المتعلقة بالغارات الجوية التي استهدفت سوقًا بريف حلب الغربي في سورية، وأسفرت عن مقتل العشرات.
وأضاف المسؤول الأمريكي في تصريحه أمس: لا نعرف من نفذ الغارات، ولا توجد لدينا معلومات بهذا الصدد، ومن ثم لا يمكننا الإشارة بأصابع الاتهام لروسيا أو النظام السوري. وهو ما اعتبره إعلاميون سوريون تبرئة أمريكية لروسيا ولنظام بشار الأسد.
وأوضح رائد الصالح، رئيس هيئة الدفاع المدني التابعة للمعارضة السورية (الخوذ البيضاء)، أن عدد الضحايا بلغ 57 شخصاً، إضافة إلى عشرات الإصابات، لافتا إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب الإصابات الخطيرة التي طالت عدد كبير من الضحايا.
وأشار صالح إلى أن حجم الدمار الكبير الذي أحدثه القصف جعلنا نعتقد أن القصف نفذته مقاتلة روسية.
وفي هذه الأثناء، يواصل الدفاع المدني أعمال رفع الركام وإزالة الأنقاض في سوق مدينة الأتارب، منذ يوم أمس؛ حيث أحدث القصف دمارا هائلا في السوق.
وأطلق نشطاء سوريون هاشتاج بعنوان “مجزرة الأتارب”، عبروا من خلاله عن غضبهم من الغارة الجوية التي راح ضحيتها العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء، مشيرين إلى أن المجزرة ما هي إلا وصمة عار على جبين الإنسانية.
المعارض السوري محمد علوش يقول على صفحته في “تويتر”: مجزرة الأتارب جريمة حرب نكراء بحق المدنيين الآمنين لأنهم انتفضوا بوجه الجولاني و”القاعدة” فكافأتهم روسيا وإيران والنظام بهذه العملية الإرهابية، مضيفاً أنه لا فرق بين إرهاب التنظيمات وإرهاب الدول.
وقال أسعد الزعبي، رئيس وفد المعارضة السورية: مجزرة الإرهاب الروسي اليوم في الأتارب نضعها أمام الرئيس أردوغان ثم نضعها وصمه عار في وجه كل من ذهب وفاوض في أستانا وكل من يتحدث عن روسيا الإرهابية أنها ضامنة، وأقول: لقد ضمنت لكم روسيا أنها ستقتل كل من يعارض المجرم بشار.
وقال الإعلامي السوري أحمد موفق زيدان: أهلنا في الأتارب.. قلوبنا تتقطع وتتفطر ألماً على هذه المجزرة التي نفذها البرابرة الجدد وبصمت وتواطؤ عالمي.
فيما قال الصحفي والمذيع السوري موسى العمر: مجزرة الأتارب.. لا بواكي لهم.. لا ناصر لهم إلا الله.. وهو المنتقم الجبار.
وبينت المغردة والناشطة السورية ليلى الرفاعي: لا يتورّع أعداء الإنسانية ومنتهكو الحقوق عن الإغراق في الدماء أكثر؛ كل اتفاقيات الهدن وخفض التصعيد تغدو كذبًا وقحًا أمام شهداء مجزرة الأتارب، مضيفة أن دماء المدنيين في السوق الشعبية اليوم (الإثنين) وفي كل مجزرة “ستظل كابوسًا ولعنة تلاحق الأعداء والأصدقاء المتخاذلين، والثأر وحده قصاصنا”.
حسن جنيد، صحفي سوري، ينقل تصريح وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون): لا نعرف من نفذ الغارات، ولا توجد لدينا معلومات بهذا الصدد، ومن ثم لا يمكننا الإشارة بأصابع الاتهام لروسيا أو نظام الأسد.
ويعلق بقوله: أمريكا تبرئ النظام السوري والروس من مجزرة الأتارب، قتل أهل الأتارب مرتين مرة بطائرات الروس والمرة الثانية بقتل أمريكا الحقيقة.
يوافقه عمر مدنية، سياسي وإعلامي سوري، بقوله: أمريكا تقول: أنها لا تتهم روسيا أو الأسد بمجزرة الأتارب.. لا أستبعد أن تقول أمريكا: إننا كسوريين قمنا بقصف أطفالنا فقط لتراعي مشاعر الأسد.
أبو حسن المعراوي، قائد عسكري ميداني، يصف المجزرة بقوله: وصمة عار على جبين كافة قادة الفصائل إن لم يردوا الصاع صاعين وللأسف لم يبقَ من القادة إلا اللصوص والانبطاحيون والجبناء الذين يخافون الجولاني.
وبرأي خليل المقداد الكاتب والباحث السياسي السوري: مجزرة الأتارب (100 شهيد) تثبت بما لا يدع مجالاً للشك تواطؤ وعمالة وتخاذل كل من يطلق على نفسه اسم فصيل معتدل يلتزم بالتهدئة الكاذبة!
وقال على “تويتر”: منذ العام 2011 ومناطقنا المحررة تحاصر وتدمر وتباد وتهجر بينما حواضنهم تنعم بالأمن ودعة العيش، لماذا؟
نور حداد صحفية سورية تقول: لا أفهم كيف يستطيع هذا النظام وأعوانه الاستمرار بكل هذا الجبروت والإجرام دون أن يردعهم أحد! حصار وتجويع وظلم وقصف ومجازر!
وتضيف: ارتكاب الطيران الروسي مجزرة الأتارب اليوم هو ترجمة لعدم وجود حل عسكري في سورية كما اتفق بوتين مع ترمب قبل يومين.
واعتبر مأمون الخطيب، مدير وكالة “شهبا برس”، أن المجزرة التي نفذتها طائرات الاحتلال الروسي في الأتارب “رد واضح على وقوف أهلها بوجه الجولاني، الذي حاول ويحاول التغول على الفصائل التي ما زالت تحمل فكر وقيم الثورة السورية”.
وقال رئيس حزب الأمة الكويتي د. حاكم المطيري: ليس غريباً أن يقوم المحتل الروسي في سورية بارتكاب مجزرة الأتارب وقتل المدنيين والأطفال بكل وحشية صليبية، فهذا ديدنه في حربه للإسلام وشعوبه في أفغانستان والشيشان، وإنما الغريب المريب ألا تتصدي له قوى الثورة السورية كقوة احتلال بل يراه بعضها ضامنا لعملية المفاوضات!
وفي تغريدة للإعلامي الكويتي داهم القحطاني على “تويتر” قال: روسيا وإيران و”حزب الله” أجرموا في حق المسلمين، مختتماً تغريدته بقوله: إلى الله المشتكى.
فيما رأى النائب الكويتي وليد الطبطبائي مجزرة الأتارب التي راح ضحيتها الأبرياء السوريين “آخر حلقة من مسلسل الإجرام الروسي والذي يصمت عنه العالم صمت القبور”، مضيفاً بأن مجلس الأمن الدولي قد تحول إلى مجلس النوم..”.
وعلق الكاتب الأردني ياسر الزعاترة على المجزرة بقوله: مجازر بوتين تتواصل، ولا اعتراف بأي جريمة، بل تراه يزايد على التحالف الأمريكي الذي لا يقصّر في القتل، بكل ألوان السلاح يُقتل السوريين والكل يتفرج.
جدير بالذكر أن ريف حلب الغربي الذي يضم مدينة الأتارب يقع ضمن مناطق خفض التصعيد التي اتُفق عليها في مباحثات أستانة.