لم يسلم الفلسطيني محمد الطويل (29عاماً)، المصاب بمتلازمة داون، من قبضة الجيش “الإسرائيلي”، فتعرض الأحد الماضي لعملية اعتقال وضرب، كما يروي لـ”الأناضول”.
يقول الطويل: إنه بينما كان يقف أمام مجمع تجاري وسط مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، تعرض لعملية اعتقال دامت نحو ساعة.
وأضاف: مسكني جندي، وربط يدي، وأخذني على الدبواية (مركز توقيف في البلدة القديمة).
وأشار الطويل إلى قدمه قائلاً: ضربوني هناك ثم تركوني.
وبالرغم ما تعرض له الطويل فإنه يصر على التجوّل في البلدة القديمة من مدينة الخليل حيث ينتشر عشرات الجنود على الحواجز العسكرية لتأمين الحماية للمستوطنين.
ويسكن البلدة القديمة من الخليل التي تقع تحت السيطرة “الإسرائيلية” نحو 800 مستوطن.
وقسمت ترتيبات فلسطينية-“إسرائيلية” في عام 1997، الخليل إلى قسمين، الأول وضع 80% من المدينة تحت المسؤولية الكاملة للسلطة الفلسطينية، في حين أن القسم الثاني وضع 20% من مساحة المدينة تحت السيطرة الأمنية “الإسرائيلية” والمدنية الفلسطينية.
وقال خضر الطويل والد محمد لوكالة “الأناضول”: إن نجله المصاب بمتلازمة داون، كثير الحركة والتنقل، يعرفه غالبية سكان مدينة الخليل، ويعرفه أيضاً غالبية جنود الجيش “الإسرائيلي” في البلدة القديمة.
وأضاف: بالرغم من معرفة الجيش لوضعية محمد الصحية، فإنهم تعمدوا اعتقاله وضربه.
ولفت إلى أن الجيش تعمد اقتياده وسط تبادل الضحكات فيما بينهم.
ودعا الطويل مؤسسات حقوق الإنسان إلى التدخل لوقف اعتداءات الجيش “الإسرائيلي” على المواطنين عامة، وعلى ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأشار إلى أن نجله تعرض مرات عدة لمضايقات من قبل الجيش “الإسرائيلي”.
واستطاع المصور الفلسطيني عامر الشلودي التقاط صور لقوة عسكرية “إسرائيلية” خلال اعتقال الطويل في منطقة باب الزاوية وسط الخليل، حيث يشهد الموقع مواجهات يومية بين شبان فلسطينيين والجيش “الإسرائيلي”.
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صور الطويل خلال اعتقاله وسط استهجان واستنكار.
وقال الشلودي لمراسل “الأناضول”: إن الجيش “الإسرائيلي” أصر على توقيف الطويل وتفتيشه، بالرغم من معرفتهم بحالته.
وأضاف: كان الطويل ينوي العودة لمنزله في حارة أبو سنينة في البلدة القديمة، حيث تدور مواجهات مع الجيش “الإسرائيلي” على مدخل البلدة ويمنع أي من المواطنين المرور، إلا أنه أصر للعودة لمنزله.
وتابع: عندما وصل للقوة “الإسرائيلية” تم إيقافه وتفتيشه، بالرغم من إخبار عدد من المصورين الصحفيين الجيش بوضعيته الخاصة.
بدوره، قال واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: إن الجيش “الإسرائيلي” يواصل انتهاكاته اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدراته.
وأضاف أبو يوسف لوكالة “الأناضول”: “إسرائيل” تسعى إلى إنهاء حالة الغضب والغليان التي تسود الأراضي الفلسطينية منذ إعلان الرئيس ترمب القدس عاصمة لـ”إسرائيل” بكل السبل.
وتابع: الأطفال وذوو الاحتياجات الخاصة هم أيضاً في مرمى الاستهداف “الإسرائيلي”.
وقال: “إسرائيل” تنتهك كل القوانين الدولية.
ويسود التوتر الأراضي الفلسطينية في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يوم 6 ديسمبر الجاري، اعتراف بلاده رسمياً بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لـ”إسرائيل”، والبدء بنقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة، وسط غضب عربي وإسلامي، وقلق وتحذيرات دولية.
وأدت المواجهات لاستشهاد أربعة فلسطينيين؛ بينهم اثنان خلال مواجهات اندلعت على الحدود بين قطاع غزة و”إسرائيل”، واثنان خلال قصف “إسرائيلي”، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
واعتقل الجيش “الإسرائيلي” 265 فلسطينياً منذ إعلان ترمب حسب نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي).