أشعل قرار الرئيس الأمريكي، منذ الأربعاء قبل الماضي، نقاشاً ساخناً في جلسات الفلسطينيين الاجتماعية وتوتراً نفسياً غير مسبوق في حياتهم، بعد الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة “إسرائيل” ونقل السفارة الأمريكية للقدس.
الفلسطينيون بعد قرار ترمب العنصري تغيرت حالهم، وانقلبت الأمور راساً على عقب، ولم تعد المواضيع الأخرى في حياتهم تشغلهم، بعد هذا القرار الظالم.
المرشد النفسي د. حاسم الشاعر قال: الشعب الفلسطيني يختلف عن باقي الشعوب، كونه يخضع لضغط الاحتلال بشكل يومي وكبير، ولديه قضية وطنية عامة، والقدس بالنسبة للفلسطينيين هي نواة الصراع الدائر منذ عدة عقود، لذا فأي قرار يمس القدس ينقلب بسرعة فائقة على حياتهم وأفكارهم وأحاديثهم.
وأضاف: الفلسطينيون دائماً يترجمون الأوضاع السياسية في حياتهم الخاصة، فهم أكثر الشعوب تنشغل بالسياسة بالرغم من الضغوط الواقعة عليهم، حتى إن أعراسهم وحفلاتهم الخاصة لا تخلو من التطرق إلى المواضيع السياسية الراهنة، فهي تنعكس على سلوكهم بشكل عاجل.
المجتمع “التقت” العديد من المواطنين في محافظة قلقيلية لمعرفة ما جرى لهم من آثار على حياتهم بعد القرار الأمريكي.
انتكاسة نفسية
المواطن محمد عمر، من قرية راس عطية، يعمل في حقل التدريس قال: القرار الأمريكي أحدث في نفوسنا انتفاضة عارمة لا مثيل لها، فالكل أصيب بانتكاسة نفسية، حتى إن طلبة المدرسة التي أعمل فيها عبروا عن غضبهم من خلال النقاش داخل الغرف الصفية، ورسومات على دفاترهم وشعارات ناقمة على أمريكا ورئيسها.
وأضاف: لقد تغير كل شيء في حياتنا بعد قرار ترمب الجائر، وهذا القرار لن يزول أثره في المستقبل، فهذا القرار أسس لأوضاع لن تكون مستقرة.
أما المواطن الثمانيني محمود عفانة الذي عمل مربياً قرابة 40 عاماً قال: أرضنا ضاعت في الـ48 بعد اعتراف أمريكا بدولة “إسرائيل” عام 1947، واليوم يأتي ترمب ليكمل دور أمريكا في تجريد الفلسطينيين من مقدساتهم بعد أن تم تجريدهم من أرضهم، وبعد القرار أشعر بغصة ومرارة لا تزول، فقرار ترمب علقم وضع في أفواهنا وقلوبنا.
ويرى عميد كلية الدعوة الإسلامية د. أحمد نوفل في قرار ترمب استهتاراً بكل المسلمين والعرب في العالم، فهو من أجل عيون يهود منحهم هذا الحق الذي لا يملكه أصلاً، وأدار ظهره لكل الدول العربية والإسلامية ولقرابة ملياري مسلم في العالم، وهذا الاستهتار جعلنا نشعر أننا لا قيمة لنا، فالقدس التي هي قبلتنا الأولى تم انتهاكها من رئيس يعتبر نفسه رئيس دولة عظمى في العالم، إلا أن القرار بالرغم من عنصريته وظلمه سيعيد للمسلمين لحمتهم وتأكيدهم على حقهم في قدسهم.
وأضاف: صحيح أن القرار قلب حياتنا رأساً على عقب، إلا أن هذه الصدمة ستكون لها آثار على تغيير تفكير الشعوب والحكام، فآثار القرار كارثية على المنطقة برمتها.
الإذاعات المدرسية في كل مدارس الضفة الغربية وقطاع غزة تناولت قرار ترمب، ويقول المدرس ماجد جبر، من مدرسة المرابطين ذات البناء العثماني: إن مواضيع الإذاعة المدرسية كانت منصبة على أهمية القدس في قلوبنا وعقيدتنا، وأن لا أحد يستطيع إلغاء حقنا في القدس مهما كانت هذه الجهة صاحبة قوة وغطرسة.