قال رئيس الاتحاد البرلماني العربي، إن الولايات المتحدة الأمريكية بعد قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لن تبقى مؤهلة لرعاية المفاوضات بين أطراف الصراع وحماية وتوفير متطلبات السلام وشروطه.
جاء ذلك في افتتاح أشغال قمة استثنائية رؤساء البرلمانات العربية المنعقدة، اليوم الخميس، بالعاصمة المغربية الرباط، لبحث قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس.
واعتبر الحبيب المالكي، رئيس الاتحاد البرلماني العربي، وهو كذللك رئيس لمجلس النواب المغربي، أن قرار الرئيس الأمريكي “يقوض أفق السلام، ويهدف إلى وأد الحل القائم على إمكانية وجود دولتين”.
ووصف قرار ترامب بـ “الشارد خارج الواقع، المجانب للصواب والحكمة، المضاد للمنطق التاريخي، المنحاز لطرف ضد طرف في مسار المفاوضات التي يفترض أن الولايات المتحدة الأمريكية ترعاها وتتصرف فيها كحكم أساسا”.
وتابع أن الولايات المتحدة “لن تبقى مؤهلة لرعاية المفاوضات بين أطراف الصراع وحماية وتوفير متطلبات السلام وشروطه”.
وقال إن هذا القرار بات معزولا سياسيا ودبلوماسيا وأخلاقيا.
وأضاف “لن يكون له أي أثر قانوني، ولن يغير من صدقية وقوة وصلاحية القانون الدولي في تطابقه مع الواقع التاريخي والواقع الملموس على الأرض الذي تسعى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية إلى تغييره قسرا وعنوة”.
وتابع أن قرار ترامب “ضد القانون والعقل والمنطق، والتاريخ والمستقبل، وضد حق الشعب الفلسطيني الثابت المشروع بمسلميه ومسيحييه على السواء، والأمة العربية، والأمة الإسلامية ككل”.
واعتبر أنه قرار “ينذر بحالة حرب سياسية ودبلوماسية لا أحد يعرف أو يدرك مداها، ولا يبشر مطلقا بأي أفق للسلام كما يزعمون”.
وقال إن “أخطر ما في هذا القرار غير محسوب العواقب ليس فقط أنه سيطلق أيدي الإسرائيليين في نهب ومصادرة الأراضي الفلسطينية وإقامة المزيد من المستوطنات عليها، وإنما هو قرار يحلم بأن يصادر حلم الفلسطينيين وحقهم في استقلالهم وبناء دولتهم الوطنية وعاصمتـها القدس”.
وأشار إلى أنه لا ينبغي اليأس من إمكانيات عزل هذا القرار، والحث على تفادي تداعياته ومخاطره، وحمل الإدارة الأمريكية على التراجع عنه.
والاتحاد البرلماني العربي منظمة برلمانية عربية تمثل المجالس البرلمانية ومجالس الشورى، تأسس عام 1974 ويهدف إلى “تعزيز الحوار والتشاور بين المجالس البرلمانية العربية والبرلمانيين العرب وتعزيز العمل المشترك وتنسيق الجهود البرلمانية العربية في مختلف المجالات وعلى المستوى الدولي”.