طالبت أحزاب المعارضة “الإسرائيلية” رئيسَ الوزراء، بنيامين نتنياهو، بالاستقالة من منصبه، في أعقاب توصية الشرطة بتقديمه إلى المحاكمة على خلفية تورّطه في قضايا فساد مالي.
ويواجه نتنياهو اتهامات بتلقي الرشوة وإساءة الائتمان والاحتيال في القضيتين المعروفتين إعلامياً بـ”ملف رقم 1000″ و”ملف رقم 2000″.
وقال رئيس كتلة “المعسكر الصهيوني” المعارضة، آفي غباي: إن عهد نتنياهو قد ولّى، متهماً إياه بـ”المساس بالشرطة وبمؤسسات الدولة بشكل لم يسبق له مثيل”، على حد تعبيره.
فيما دعت رئيسة حزب “ميرتس” اليساري، زهافا غالؤون، نتنياهو إلى الإعلان عن تعذره عن أداء منصبه بعد توصيات الشرطة.
ورأت أن نتنياهو لم يعد يتمتع بالشرعية لمواصلة تولي منصبه؛ إذ إنه لا يمكن الاعتماد على شخص التصقت به قضايا فساد تنطوي على مثل هذه الخطورة، حسب تقديرها.
بدوره، قال زعيم حزب “هناك مستقبل”، يائير لبيد: حتى وإن كان القانون لا يفرض على رئيس الحكومة الاستقالة، في بلد يدار بشكل صحيح، فإن الشخص الذي توجه له هذا الكم من التهم، والتي لم ينكرها، لا يستطيع مواصلة العمل كرئيس للحكومة.
وكان لبيد، قد شغل منصب وزير المالية في حكومة نتنياهو السابقة، وتحول مؤخرًا لشاهد مركزي في القضية “رقم 1000”.
شار إلى أن الملف “1000”، يتضمن اتهام نتنياهو شخصيًا، وزوجته سارة، ونجله الأكبر يائير؛ بتلقي هدايا “ممنوعة” من رجل الأعمال الأمريكي أرنون ميلتشن، الذي يُعد أحد أكبر المنتجين في هوليوود.
وأطلقت الشرطة على ملف تحقيق آخر ضد نتنياهو اسم “الملف 2000″، ويتعلق بشبهات إبرام نتنياهو لصفقة مع ناشر صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، نوني موزس، تتمثل في سعي الأخير لتجميل صورة رئيس الحكومة في صحيفته؛ مقابل إغلاق صحيفة “يسرائيل هيوم” المنافسة لها.
وينفي نتنياهو الشبهات المنسوبة إليه، ويقول: “إن التحقيق لن يسفر عن شيء، لعدم وجود أي شيء من الأساس”، زاعمًا أن جهات معادية له تبذل جهودًا كبيرة لإسقاطه، من خلال إلقاء “تهم باطلة” ضدّه وأسرته.
كما يرفض توصيات الشرطة بحقه، معتبراً أنها “صدرت في أعقاب ضغوط كبيرة مورست على المحققين في الشرطة”، قائلاً: إنها “لا تحمل أي معنى من الناحية القانونية، والبت في الموضوع هو من صلاحية الجهات القضائية المختصة فقط”.
وأضاف نتنياهو في تصريحات صحفية، “هذه التوصيات لن تفضي إلى أي شيء (…)، وسأواصل أداء مهام منصبي”، معرباً عن ثقته في نيل ثقة الجمهور “الإسرائيلي” مجدداً في الانتخابات المقبلة.
وتولى نتنياهو (67 عامًا) السلطة بشكل متقطع منذ عام 1996، وهو الآن في فترته الرابعة رئيساً للوزراء، وسيصبح أكثر رئيس وزراء “إسرائيلي” بقاء في السلطة إذا ظل في منصبه حتى نهاية العام المقبل.