وصفت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، جرائم القتل والتعذيب والاغتصاب، التي ارتكبتها السلطات في ميانمار بحق مسلمي الروهنجيا في إقليم آراكان، غربي البلاد، بـ”حملة الأرض المحروقة”، مشيرة إلى أنهم تعرضوا للقتل والتعذيب لأنهم مسلمون.
وقال المتحدث باسم الأمين العام إستيفان دوغريك، بمؤتمر صحفي بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك: إن “المعلومات التي تلقاها المستشار الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية، أداما ديينغ، خلال زيارته بنجلاديش التي اختتمها اليوم (استغرقت أسبوعاً)، تشير إلى أن القصد من الجناة هو تطهير راخين (آراكان) من الروهنجيا، والتي إذا ثبتت، فإنها تشكل إبادة جماعية”.
وأشار المتحدث إلي أن ديينغ، “اجتمع خلال زيارته مع السلطات البنجالية وممثلي المجتمع المدني وزار مخيمات اللاجئين في بازار كوكس”.
وتابع: “يجب أن يحصل سكان الروهنجيا على الحماية والدعم كلاجئين أثناء وجودهم في بنجلاديش، ويجب على المجتمع الدولي بذل المزيد لمساعدة بنجلاديش في تقديم الدعم للاجئين.. إن حل هذه المشكلة يكمن في سلطات ميانمار، من خلال تهيئة الظروف لعودة الروهنجيا إلى ديارهم بأمان”.
وفي السياق، قال أداما ديينغ، في بيان: إن “ما سمعته وشاهدته في بازار كوكس هو مأساة إنسانية تحمل بصمات حكومة ميانمار والمجتمع الدولي”.
وتابع: “كانت حملة الأرض المحروقة التي نفذتها قوات الأمن الميانمارية منذ أغسطس 2017 ضد الروهنجيا قابلة للتنبؤ ويمكن الوقاية منها،.. وعلى الرغم من التحذيرات العديدة، فقد دفن المجتمع الدولي رأسه في الرمال الأمر الذي كلف الروهينجيا في ميانمار حياتهم وكرامتهم ومنازلهم”.
واستطرد: “دعونا نكون واضحين، .. ارتكبت جرائم دولية في ميانمار، لقد قتل مسلمو الروهنجيا وتعرضوا للتعذيب والاغتصاب وأحرقوا أحياء، فقط بسبب أنهم كذلك (يقصد أنهم مسلمون)، كل المعلومات التي تلقيتها تشير إلى أن القصد من الجناة هو تطهير ولاية راخين الشمالية من وجودهم، والتي، إذا ثبتت ، ستشكل جريمة الإبادة الجماعية”.
ولفت إلى أنه “سواء اعتبرنا الجرائم المرتكبة جرائم ضد الإنسانية أو إبادة جماعية أم لا، فإن ذلك لا ينبغي أن يؤخر عزمنا على التصرف على الفور.. نحن مدينون بذلك لأهل الروهنجيا”.
وحسب بيانات الأمم المتحدة، فقد فر 688 ألفاً من المسلمين الروهنجيا من إقليم أراكان إلى دولة بنغلاديش المجاورة خلال الفترة من 25 أغسطس 2017 وحتى 27 يناير 2018، على وقع هجمات تشنها قوات من الجيش الميانماري وميليشيات بوذية متطرفة، ووصفتها منظمات دولية بأنها “حملة تطهير عرقي”.
وجراء تلك الهجمات، قتل ما لا يقل عن 9 آلاف شخص من الروهنجيا، في ذات الفترة، حسب منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية.