أعلن جيمي ماكغولدريك، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية، عن إطلاق خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2018، والتي تشمل مناشدة لتقديم 539.7 مليون دولار أمريكي، لمعالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة في قطاع غزة والضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية).
وقال ماكغولدريك، خلال مؤتمر عقده بالقرب من منطقة “أبراج الندى”، شمالي قطاع غزة:” تهدف الخطة للعام 2018 إلى دعم الاحتياجات الإنسانية لدى 1.9مليون فلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في مجالات الحماية والأمن الغذائي، والصحة، والمياه، والصرف الصحي، والمأوى، والتعليم”.
وذكر أن الخطة الإنسانية لهذا العام تشكّل جزءاً من استراتيجية “تغطّي 3 أعوام”.
كما تتألف الخطة من 240 مشروعاً، من المقرر أن تنفذها 99 منظمة، منها 51 منظمة غير حكومية محلية، و35 منظمة غير حكومية دولية، و13 وكالة تابعة للأمم المتحدة.
وأوضح ماكغولدريك أن 75% من ذلك التمويل يذهب للفلسطينيين في قطاع غزة، فيما يرصد نصف ذلك المبلغ لمشاريع الطوارئ التي تنفّذها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.
وقال إن هذه الخطة تأتي “في سياق إحدى أكثر أزمات الحماية طويلة الأمد في العالم، والتي لا تزال ترتبط بآثار الاحتلال الإسرائيلي الذي دخل عامه الـ(50)، والذي يترافق مع الانقسام الفلسطيني الداخلي”.
وأضاف:” يسعدنا أن نطلق المناشدة في قطاع غزة بمشاركة دولة فلسطين، ونبعث برسالة قوية حول التزامنا المشترك بتحسين الأوضاع الإنسانية للسكان بغزة”.
وبيّن ماكغولدريك أنه “لا يوجد مكان أفضل من غزة لإطلاق هذه المناشدة حيث تشهد مأساة وتعتبر على حافة الكارثة وتتعمق الاحتياجات الإنسانية فيها؛ حيث بات أكثر من 70% من السكان يعتمدون على المساعدات الدولية، وتقترب نسب البطالة من 47%”.
وأرجع ذلك إلى “شلل الاقتصاد الذي تعوقه القيود المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع، وأزمة الطاقة التي تترك الناس دون كهرباء لفترة تصل إلى 20 ساعة يومياً”.
ولا يزال حوالي 20 ألف فلسطيني بغزة مهجرين عن منازلهم التي دمّرتها الأعمال القتالية عام 2014، ولم يعاد إعمارها حتى الآن، بحسب ماكغولدريك.
وذكر أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين، خاصة فئة الأطفال، تعرضوا لأضرار نفسية نتيجة الأعمال القتالية تلك.
وفي السياق، قال ماكغولدريك إن بوادر الأزمة التي تعصف بالخدمات الأساسية بغزة شهدت مزيداً من التدهور خلال العام المنصرم.
وتابع:” في هذه المنطقة التي نقيم عليها المؤتمر، تتجمع ما يقدّر بـ300 ألف طن من القمامة”.
وأشار ماكغولدريك إلى المعاناة التي يواجهها المزارعون الفلسطينيون بفعل القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية وتحد من قدرتهم على الوصول إلى أراضيهم الزراعية، “مما يعرض سلامتهم الجسدية للخطر، ويلحق الضرر بسبل العيش في مختلف أنحاء قطاع غزة”.
وفي الضفة الغربية، لفت ماكغولدريك إلى معاناة الفلسطينيين هناك بفعل القيود الإسرائيلية المفروضة على حريتهم في التنقل والوصول، لافتاً إلى أن تلك القيود ألحقت الضرر المباشر ب270 ألف فلسطيني هناك.
وقال إن 350 ألف فلسطيني يتعرضون لعنف المستوطنين في الضفة الغربية.
وأوضح ماكغولدريك إن حوالي 260 ألف شخص، بمن فيهم من اللاجئين الفلسطينيين، بحاجة إلى الرعاية الصحية التي تقدّم من خلال المساعدات الإنسانية.
كما لفت إلى أزمة التمويل التي تواجه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، قائلاً “إنها أزمة مقلقة للجميع”.
وتخشى إدارة “أونروا”، في الوقت الحالي، من زيادة العجز المالي لديها، بعد قرار الإدارة الأمريكية، في يناير/كانون الثاني الماضي، تجميد 65 مليون دولار من المساعدات السنوية التي تقدمها للوكالة.
ومن جانب آخر، قال ماكغولدريك إن توفير التمويل يمكّن الجهات الإنسانية الفاعلة بتحسين “مستوى حماية الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال العسكري”.
وأضاف:” كما يعمل على تحسين وصول الأشخاص الضعفاء إلى الخدمات الأساسية، وتقديم الرعاية التي تكفل انقاذ حياة المواليد بغزة، وتأمين لوازم التعليم في حالات الطوارئ للطلاب”.
وحذّر ماكغولدريك من خطر “زيادة الاحتياجات الإنسانية والتدهور خاصة بغزة، في حال عدم توفير التمويل المطلوب”.
وتعاني غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني نسمة، من أوضاع معيشية متردية للغاية، جراء الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 11 عاماً .