بدأ مئات المواطنين الفلسطينيين، صباح اليوم الإثنين، بالتوافد نحو المخيمات المُقامة على طول السياج الحدودي الفاصل بين شرقي قطاع غزة والأراضي المحتلة للمشاركة في مسيرات “العودة وكسر الحصار”.
وسيتجمع المتظاهرون في 19 مخيما أُقيموا قرب السياج الحدودي، ويتوقع أن يحاولوا اجتيازه، وهو ما قد يسفر عن نشوب مواجهات مع الجيش “الإسرائيلي”، يُخشى أن تكون “دامية”.
وصباح اليوم، عمّ الإضراب الشامل جميع مدن ومحافظات قطاع غزة، تزامناً مع التحضيرات لانطلاق المسيرات.
وكانت لجنة المتابعة التابعة لقوى وفصائل فلسطينية قد دعت، أمس، للإضراب من أجل المشاركة في “مليونية العودة”.
وفي ساعات باكرة من صباح الإثنين، حاول الجيش “الإسرائيلي” إحراق تلك المخيّمات من خلال إلقاء شُعل نارية بواسطة طائرات صغيرة مُسيّرة، لكن الشبان الذين تواجدوا قرب المخيمات نجحوا في السيطرة على تلك الشُعل وإخمادها.
وقال شهود عيان لوكالة “الأناضول”: إن الطائرات (بدون طيار) ألقت الشعل النارية على مخيمات مقامة شرقي مدينة غزة، وبلدة عبسان الجديدة (جنوب)، وشرقي بلدة جباليا (شمال).
وألقت الطائرات كذلك شعلاً نارية على كميات من إطارات السيارات المطاطية، كان المتظاهرين قد جمعوها، جنوب القطاع، ما أدى إلى اشتعالها.
وفي مخيم العودة المُقام شرقي مخيم جباليا، شمالي القطاع، أسقط شبان فلسطينيون طائرة “إسرائيلية” صغيرة كانت تعتزم إلقاء شُعلة نارية فوق المخيم، لإحراقه.
كما ألقت طائرات “إسرائيلية”، مناشير ورقية، تهدد فيها الفلسطينيين بتعريض حياتهم للخطر في حال اقتربوا من السياج الحدودي للقطاع.
وعبر مكبرات الصوت، بثّ المنسّقون لمخيمات العودة قرب حدود غزة أناشيد وطنية، لبث “الحماس” لدى المتظاهرين.
وفجر اليوم، توغلت جرافات “إسرائيلية”، في عدة مواقع حدودية، وقامت بأعمال تجريف وإزالة لسواتر ترابية، وقامت بتركيب أسلاك شائكة في عدة مواقع.
وبدأت الطواقم الطبية التابعة لوزارة الصحة بتجهيز الخيام الطبية الميدانية قرب حدود غزة، لتقديم الإسعافات العاجلة للجرحى، المتوقع إصابتهم، خلال مشاركتهم في “مليونية العودة”.
كما أنهت الوزارة استعداداتها، أمس السبت، في المستشفيات التابعة لها، لاستقبال الجرحى المتوقع وصولهم إليها.
ونصبت الوزارة خيماً داخل مقار تلك المستشفيات، وجهّزتّها بالأسرة وأنابيب الأوكسجين والمعدات الطبية، من أجل استغلالها في عملية فرز المصابين إلى الأقسام المختلفة.
كما وصل وفد طبي تابع للجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة، لتقديم مساعدته للطواقم الطبية في مستشفيات القطاع.
والأسبوع الماضي، وصل عشرات الإعلاميين الأجانب إلى قطاع غزة، عبر معبر بيت حانون “إيريز”، شمالي القطاع، لتغطية أحداث “مليونية العودة”.
في المقابل، انتشر، صباح اليوم، عشرات القناصين من الجيش الإسرائيلي انتشروا خلف السواتر (تلال) الرملية، التي جهّزها الجيش في الأسابيع الماضية، من أجل قمع المتظاهرين.
وأطلقت قوات الجيش “الإسرائيلي”، المتمركز على الجانب الآخر من السياج، الرصاص الحي وقنابل الغاز المدمع، اتجاه المتظاهرين الفلسطينيين.
وأمس الأحد، أعلن الجيش والأجهزة الأمنية “الإسرائيلية”، عن حالة تأهب قصوى، استعدادًا لأسبوع، من المتوقع أن يكون “متفجرًا” في كافة أنحاء البلاد، بحسب وسائل إعلام “إسرائيلية”.
وكان الجيش “الإسرائيلي” قد قال، خلال بيان نشره مساء السبت: إنه “يعتزم مضاعفة عدد وحداته المقاتلة حول قطاع غزة وبالضفة الغربية المحتلة؛ تحسبًا للتظاهرات يوم غد الإثنين”.
وذكر الجيش “أنه سيتم إرسال لوائي مشاة الأسبوع المقبل للمنطقة المحيطة بقطاع غزة، ولواء ثالث إلى الضفة الغربية؛ ما يعني عمليا مضاعفة عدد الوحدات المقاتلة في هاتين المنطقتين”.
وبدأت مسيرات العودة، في 30 مارس الماضي، حيث يتجمهر آلاف الفلسطينيين، في عدة مواقع قرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948.
ويقمع الجيش “الإسرائيلي” تلك الفعاليات السلمية بالقوة، ما أسفر حتى الآن عن استشهاد 51 فلسطينياً، بينهم 6 أطفال، وإصابة الآلاف.